بسم الله الرحمن الرحيم وبالله التوفيق، والعصمة، والعون.
أما بعد:
فإن أكثر الموحدين افتتحوا كلامهم في إرشاد المبتدئين بالقول في أول فرائض الله تعالى على عباده المكلفين، فكان ترتيب ذلك أن سأل سائل:
NoteV00P020N01 فقال: ما أول فرض الله على عباده المكلفين؟.
قيل له: النظر في أدلته.
NoteV00P020N02 فإن قال: ما الدليل على ذلك؟
فقل (1): لأنه - سبحانه - قد فرض معرفته، ولا سبيل إلى معرفته إلا بالنظر في أدلته.
وهذا الكلام صحيح، غير أنه لا بد فيه من المعرفة بالنظر، ليعلم المكلف: ما الذي عليه من ذلك فرض؟.
صفحه ۲۰
باب الإبانة عن معاني الألفاظ في مقدمات النظر وماهية الأعراض.
NoteV00P021N03 فإن قال: ما النظر؟
فقل: هو استعمال العقل في الوصول إلى الغائب، باعتبار دلالة الحاضر.
NoteV00P021N04 فإن قال: وما الاعتبار؟
فقل: هو الفكر فيما ظهر للنفس لاستفادة ما بطن عنها.
NoteV00P021N05 فإن قال: فهو النظر أم غيره؟.
فقل: هو هو بعينه (1).
صفحه ۲۱
فإن قال: فإذا كان هو هو بعينه (1) فلم فسر تموه على وجهين؟
فقل: لم يقع (2) التفسير له على وجهين يتضادان، بل يتفقان في المعنى، وإن اختلفا في العبارة، والكشف، والايضاح، وهذا غير منكر عند أهل التحصيل.
NoteV00P022N07 فإن قال: ما العقل؟
فقل (3): العقل معنى يتميز به من معرفة المستنبطات (4)، ويسمى عقلا، لأنه يعقل عن المقبحات (5).
NoteV00P022N08.
فإن قال: ما العلم؟.
فقل: هو الاعتقاد للشئ على ما هو به، مع سكون النفس المعتقد بها (6).
صفحه ۲۲
NoteV00P023N09 فإن قال: ما هو سكون النفس الذي أشرت إليه؟.
فقل: هو معنى يحصل للقدرة على نفي الشبه له في ضد الاعتقاد، لحصوله من جهة النظر والحجة.
NoteV00P023N10 فإن قال: ما الجهل؟.
فقل: هو الاعتقاد للشئ على غير ما هو به.
NoteV00P023N11 فإن قال: ما المعرفة؟.
فقل: هي التفقه (1).
NoteV00P023N12 فإن قال: فيجب على هذا الأصل: أن يكون كل عالم عارفا، معتقدا.
فقل: لا يجب (2) ذلك، لأنه ليس حد العالم أن يكون له علم، وقد يكون عالم مستغنيا عن معنى يعلم به.
صفحه ۲۳
NoteV00P024N13 فإن قال: ما الشك؟.
فقل: هو توقف النفس فيما عريت من اعتقاده على ما هو به، وعلى غير ما هو به.
NoteV00P024N14 فإن قال: ما اليقين (1)؟.
فقل: هو قطع النفس على ما تبينته (2) ووضح لها.
NoteV00P024N15 فإن قال: ما الحق؟.
فقل: ما عضد معتقده البرهان.
NoteV00P024N16 فإن قال: ما الباطل؟.
فقل: ما خذل معتقده البيان.
NoteV00P024N17 فإن قال: ما الصحيح (3)؟.
فقل: هو الحق عينا.
صفحه ۲۴
NoteV00P025N18 فإن قال: ما الفاسد (1)؟.
فقل: هو الباطل عينا.
NoteV00P025N19 فإن قال: ما الصدق؟.
فقل: هو الخبر بالشئ على ما هو به.
NoteV00P025N20 فإن قال: ما الكذب؟.
فقل: هو الخبر عن الشئ على خلاف ما هو به.
NoteV00P025N21 فإن قال: ما الخبر؟.
فقل: هو ما أمكن فيه الصدق والكذب.
NoteV00P025N22 فإن قال: ما الحسن؟.
فقل: هو ما كان فعله للعقول ملائما.
صفحه ۲۵
NoteV00P026N23 فإن قال: ما القبيح؟.
فقل: هو (1) ما كان فعله للعقول مخالفا.
NoteV00P026N24 فإن قال: ما الدليل؟.
فقل: هو المعتبر في إدراك ما طلبت النفس إدراكه.
NoteV00P026N25 فإن قال: [ما الحجة] (2).
فقل: هي الدليل عينا.
NoteV00P026N26 فإن قال: ما الشبهة؟.
فقل: هي ما يحصل للنفس من باطل تخيلته حقا.
NoteV00P026N27 فإن قال:......؟.
.......... عن جهة الحق (3).
صفحه ۲۶
NoteV00P027N28 فإن قال: ما الشئ؟.
فقل: هو الموجود.
NoteV00P027N29 فإن قال: ما الموجود (1)؟.
فقل: هو ما صح التأثير به أو فيه.
NoteV00P027N30 فإن قال: ما المعدوم؟.
فقل: هو ما لا يصح التأثير به أو فيه (2).
NoteV00P027N31 فإن قال: ما الحدث؟.
فقل: هو الكون بعد العدم.
صفحه ۲۷
NoteV00P028N32 فإن قال: ما القدم؟.
فقل: هو الوجود في الأزل (1).
NoteV00P028N33 فإن قال: ما الجسم؟.
فقل: هو ذو الطول والعرض والعمق (2).
NoteV00P028N34 فإن قال: ما الجوهر؟.
فقل: هو ما تألفت منه الأجسام (3).
NoteV00P028N35 فإن قال: ما العرض؟.
فقل: هو ما احتاج في وجوده إلى غيره، ولم يكن له لبث كلبث الأجسام (4).
صفحه ۲۸
NoteV00P029N36 فإن قال: ما الاجتماع؟.
فقل: هو ما تتألف (1) به الجواهر.
NoteV00P029N37 فإن قال: ما الافتراق؟.
فقل: هو ما انفصلت به الجواهر.
NoteV00P029N38 فإن قال: ما المماسة؟.
فقل: هي الاجتماع عينا.
NoteV00P029N39 فإن قال: ما المباينة؟.
فقل: هي الافتراق عينا.
NoteV00P029N40 فإن قال: ما الحركة؟.
فقل: هي ما قطعت به الجواهر مكانين (2).
صفحه ۲۹
NoteV00P030N41 فإن قال: ما السكون؟.
فقل: هو ما لبثت به الجواهر في مكان بوقتين.
NoteV00P030N42 فإن قال: ما العالم؟.
فقل: هو السماء، والأرض، وما فيهما، وما بينهما، من الجواهر والأعراض (1).
NoteV00P030N43 فإن قال:...... (2) من الأجناس؟.
فقل: جنسين (3) لا ثالث لهما، يتضمن كل واحد منهما أجناسا.
NoteV00P030N44 فإن قال: ما هما؟.
فقل: هما المتقدم ذكرهما من الجواهر والأعراض.
صفحه ۳۰
باب الكلام في حدث العالم و إثبات محدثه والإبانة عن صفاته NoteV00P031N45 فإن قال: ما الدليل على حدث العالم؟.
فقل: تغير أجزائه، واحتمالها الزيادة والنقصان.
NoteV00P031N46 فإن قال: ما وجه دلالة ذلك، والبرهان عليه؟.
فقل: لأنه لو كان قديما لاختص في القدم بصفة (1)، واستحال خروجه عنها، لفساد تعلق العدم بالقديم والبطلان.
صفحه ۳۱
NoteV00P032N47 فإن قال: ما الدليل [على وجوب المحدث له] (1).
فقل: ما أوجب في البدائة (2) للكتابة كاتبا، وللبناء بانيا، وللمساحة ماسحا (3).
NoteV00P032N48 فإن قال: ما الدليل على وجوده؟.
فقل: ما في العقول من استحالة فعل من غير [صنع أحد له] (4)، ووجوده، وعلمه، وحياته، فهو من معدوم - ليس بشئ - أشد استحالة.
NoteV00P032N49 فإن قال: لم لا يجوز عدمه بعد الوجود؟.
فقل: لقدمه، إذ القديم بالوجود أولى منه بالعدم.
صفحه ۳۲
NoteV00P033N50 فإن قال: ما الدليل على أنه قديم؟.
فقل: لأنه يتأتى منه ما لا يتأتى منا لحدثنا (1) بالجواهر، والأجناس المخصوصة من الأعراض.
NoteV00P033N51 فإن قال: ما الدليل على أنه حي؟.
فقل: اقتضاء ما في العالم من آثار قدرته، والقادر في مقتضى العقول يجب أن يكون حيا.
NoteV00P033N52 فإن قال: ما الدليل على أنه قادر؟.
فقل: تعلق الأفعال به، مع تعذرها - في البدائة - على العاجز، واستحالة وقوعها على طريق الابتداء من الميت.
NoteV00P033N53 فإن قال: ما الذي يدل على أنه عالم؟.
فقل: ما في أفعاله من الاتقان، والتظافر (2) على الاتساق، وتعذر ما كان بهذه الصفة - في البدائة - على الجاهل.
صفحه ۳۳
NoteV00P034N54 فإن قال: ما الدليل على أنه سميع؟.
فقل: ما ثبت من حياته مع تعريه من الآفات.
NoteV00P034N55 فإن قال: ما الدليل على أنه بصير؟.
فقل: ما تقدم من دلالة السمع.
NoteV00P034N56 فإن قال: ما الدليل على أنه حكيم؟.
فقل: ما ثبت من غناه، وعلمه بقبح القبيح.
NoteV00P034N57 فإن قال: ما الدليل على غناه؟.
فقل: ما ثبت من قدمه، واستحالة الحاجة في صفة القديم (1).
NoteV00P034N58 فإن قال: ما الدليل على صدقه (2)؟.
فقل: ما ثبت من حكمته، وغناه عن القبيح.
صفحه ۳۴
NoteV00P035N59 فإن قال: ما الدليل على أنه غير ظالم (1)؟.
فقل: ما ثبت من غناه في الحكمة (2)، [ولأن الظلم قبيح] (3).
NoteV00P035N60 فإن قال: ما الدليل على أنه جواد كريم؟.
فقل: ما دل على أنه حكيم رحيم.
صفحه ۳۵
باب الكلام في نفي التشبيه NoteV00P037N61 فإن قال: ما الدليل على أنه لا يشبه خلقه؟.
فقل: ما في الاشتباه (1) من دلالة الحدث بالاتفاق، وقد ثبت أنه قديم.
NoteV00P037N62 فإن قال: ما الدليل على أنه لا يدرك بالأبصار؟.
فقل: ما استحال من اشتباهه بخلقه، وإيجاب الرؤية الاشتباه.
NoteV00P037N63 فإن قال: أين دلالة السمع على ذلك؟.
فقل: قول الله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخيبر) [الآية (103) من سورة الأنعام: 6].
صفحه ۳۷
[64] فإن قال: ما الدليل على أنه عالم لنفسه؟.
فقل: استحالة جريان الجهل عليه، ووجوب جوازه على سائر ما علم بمعنى من الموجودات.
[65] فإن قال: ما الدليل على أنه قادر لنفسه؟.
فقل: ما دل على كونه بها عالما.
وكذلك في باب الحياة.
[66] فإن قال: ما الدليل على أن كلامه محدث؟.
فقل: ما فيه من آية الحدث، من التفصيل والنظام.
صفحه ۳۸
باب الكلام في التوحيد NoteV00P039N67 فإن قال: ما الدليل على أنه في الإلهية واحد؟.
فقل: استحالة تعلق النقص بمستحق الإلهية، ووجوبه فيما زاد... (1) المعنى على الواحد.
NoteV00P039N68 فإن قال: فما وجه وجوبه فيما زاد على الواحد؟.
فقل: هو (2) ما للعقول من وجوب التساوي - إذ ذاك - بينهما، أو بينهم، في القدرة [أ] والتفاضل:
ولو تساويا، لكان كل واحد منهما متى رام ضد ما رام صاحبه إيقاعه، امتنعا، وتكافئا في المنع، فعدم مرادهما جميعا، وذلك غاية النقص.
ولو تفاضلا، لكان المفضول - بالبدائة - ناقصا.
صفحه ۳۹
باب الكلام في الرسالة NoteV00P041N69 فإن قال: ما الدلالة على جواز بعثه بالرسل (1) عليهم السلام؟.
فقل: قدرته على ذلك، واستحالة تعذره عليه.
NoteV00P041N70 فإن قال: ما الدليل على حسن بعثه (2) بالرسل (3)؟.
فقل: ما في ذلك من اللطف للخلق.
NoteV00P041N71 فإن قال: ما الدليل على أن فيها لطفا للخلق ؟.
فقل: وجودها فيما سلف بالصحيح من السمع.
صفحه ۴۱