نکات بر صحیح بخاری

ابن حجر عسقلانی d. 852 AH
148

نکات بر صحیح بخاری

النكت على صحيح البخاري

پژوهشگر

أبو الوليد هشام بن علي السعيدني، أبو تميم نادر مصطفى محمود

ناشر

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

محل انتشار

القاهرة - مصر

ژانرها

ذَلِكَ فوقوعه نادر، وغالبه لم يتكرر فلم يذكره، أو أن المراد بالسؤال عن الوحي السؤال عن الموحى وهو القرآن، ومجيء الملك بالقرآن لا يخرج عن تلك الصفتين، والله أعلم. قوله: (قالت عائشة) هو معطوف عَلى الإسناد الأول بغير أداة عطف، وهو جائز كما قَالَ ابن مالك، وقد أكثر المصنف في هذا الكتاب من استعماله، وقد أخرجه مالك في "الموطأ" كذلك (١)، وأفرده مُسْلِم (٢) بالسياق مع أنه بسند الَّذِي قبله عنده أيضًا، فانتفى أن يكون من تعاليق البُخَاريّ كما جوزه الكرماني. وكلام عائشة هذا يؤيد ما روت عنه ﷺ من الشدة؛ لأن سيل العرق في اليوم الشديد البرد يدل عَلى حمل ثقل عظيم، كما قَالَ تعالَى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [المزمل: ٥]. وفي حديث عائشة أيضًا أنها في قصة الإفك: "فأخذه ما كَانَ يأخذه من البُرَحَاء" (٣)، وهو بضم الموحدة وفتح الراء والحاء المهملة، وهو: البُهْرُ (٤) بضم الموحدة وإسكان الهاء، والعرق مثل الَّذِي يحصل للمحموم. وفي حديث عبادة بن الصامت: "كَانَ إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وترَبَّد وجهه" (٥). وهو بالراء وتشديد الموحدة؛ أي: تغير لونه. وفِي حديث يَعْلَى بن أمية: "فرأيته وهو يَغَطّ" (٦).

(١) "الموطأ" (كتاب القرآن، باب: ما جاء في القرآن) (ص ١٤٣). (٢) "صحيح مُسْلِم" (كتاب الفضائل، باب: عرق النبي ﷺ في البرد) برقم (٢٣٣٣). (٣) أخرجه البُخَاريّ في "صحيحه" (كتاب الشهادات، باب: تعديل النساء بعضهن بعضًا) برقم (٢٦٦١)، وأيضًا في رقم (٤١٤١، ٤٧٥٠)، وَمُسْلِم في "صحيحه" (كتاب التوبة، باب، حديث الإفك) برقم (٢٧٧٠). والبرحاء: شدة الأذى بسبب الحمى وغيرها. (٤) البهر: تتابع النفس. (٥) أخرجه مسلم في "صحيحه" (كتاب الحدود، باب: حد الزنا) برقم (١٦٩٠)، وفِي (كتاب الفضائل، باب: عرق النبي ﷺ في البرد) برقم (٢٣٣٤). (٦) أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب الحج، باب: يفعل في العمرة ما يفعل في الحج) برقم (١٧٨٩)، وأيضًا في رقم (٤٣٢٩، ٤٩٨٥)، وَمُسْلِم في "صحيحه" (كتاب الحج، باب: ما يُباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يُباح) برقم (١١٨٠).

1 / 164