نبذهای راهنما به برخی از بهترینهای سیره
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
ژانرها
نعم ولما أراد الله إراحة المسلمين منه، وكان الشيخ الرئيس صبر بن رسام الطليلي قد احتال على حصن حزر وملكه وأخذه سابقا على بني جعفر وغيره من حصون الجعفرية، واستقر فيه وامتنع على العجم فيه مدة، ثم ولده الشيخ الرئيس الكبير سعيد بن صبر بن رسام كاتبه سنان لعنه الله سرا، وأخرج بعض بني جعفر الذين كانوا معه في الاعتقال وصاروا معه في جهات الحيمة لأنهم لما أمنوا من جهة المشرق خرج الباشا علي ريمة وما إليها، وسنان لا رحمه الله الحيمة وما إليها وصار في عر الحيمة وأظهر أن صبر آغا الجعفري وأحمد بن علي بن سليمان الجعفري هربا واستجارا ببعض مشائخ آنس، ثم أدخلوهم حصنهم على أنهم مفتسحون من سنان أو هاربون وقد عرفوا من هوى هذا الباشا علي أنه يريد ظلملم على المعهود ولا يرضى بغيره، فأظهر سعيد بن صبر له الطاعة وكذا وهو حافظ نفسه وحصنه وبلاده منه، فعزموا اليوم الذي [ق/167] نزل فيه إلى ظلملم فكمنوا في الليل في جانب الطريق مما يلي حصن حزر وانحدرت جنوده في النقيل الذي ابتناه المسمى مراش بحيث أن مثله قليل في العمارة والصنعة العجيبة والطول، وتسهيله لكل دابة ضعيفة وغيرها، وقد عرفوا أنه يكون في آخر المحطة في خاصة مماليكه فرماه بعضهم بحجر في رأسه ثم رماه آخر ببندق أصابت رأسه أيضا فاحتز المماليك رأسه خوفا لا يغلبهم القبائل عليه، وقد قتل القبائل من قاتل معه من المماليك، فما راع أول المحطة إلا والصائح يقول: قتل الباشا، فعادت الجنود فوجدوه مقتولا هو وجماعة من مماليكه وقد طلع أصحاب سعيد بن صبر حصنه وامتنعوا فيه، فحصل في العجم الذل حتى لقد نهبتهم النسوان ولاذوا إلى الأمير جعفر الجماعي اليمني فدافع عنهم، وقد اجتمعت عليهم القبائل مع الشيخ سعيد بن صبر فحازوهم في كسمة، وعظم الأمر حتى أخذوا الرفاقة من القبائل المذكورة ممن حضر ورأى وسمع أنهم عرضوا من يحمل معهم الخزائن والأثقال من القبائل بعد الصلح على خروجهم من البلاد، فأقبل القبائل على أنهم يحملونها، والكاتب يكتب على كل شيخ وأصحابه ما حملوه إلى السهل للجمال ويثبت اسم الشيخ واسم الحمال من أصحابه حتى أن بعض القبائل أحس أن حمولته حاصل فقال له الكاتب: ما اسمك؟ فقال: (إليك لك) الشيخ داري فظن الكاتب أن ذلك اسمه فأثبته على هذه المقالة فأرسلت مثلا، ثم أخذت أكثر الخزائن مما حمله القبائل وتغلبوا عليها ورضيت المحاط الكثيرة بالسلامة.
صفحه ۴۹۸