نوب حتب :
سلام يا سيدي.
فتاح :
كيف صحتك يا سيدة نوب حتب؟ وما حال دار النظام في عهدك الآن ؟
نوب حتب :
أشكر لك يا سيدي سؤالك عني، أما دار النظام فقد استطعت بمساعدة الآلهة أن أصلح من نظامها ونظافتها، أما التهذيب وأما الأخلاق، فهو ما أعاني المر فيه بلا جدوى.
فتاح :
إنك يا سيدة نوب حتب تطلبين الكمال المطلق في الأخلاق، وهو ضرب من المحال، ويخيل إلي أنك تجهلين الدنيا، وتريدين الفضيلة المجردة، التي لا وجود لها في هذا العالم؛ ولذلك تشتدين على مرءوساتك، ونصيحتي إليك أن تتساهلي مع المعلمات فيما يملن إليه من التمتع بنعيم هذه الحياة؛ فالفتاة لم تخلق للتقشف وتحمل المتاعب؛ بل هي زهرة تميتها شدة الضغط، فلا تحرمي الكون من أزهاره ورياحينه، فيصبح صحراء قاحلة لا يحب الإنسان البقاء فيها.
نوب حتب :
إننا نحن المعلمات، لا يجوز أن ينظر إلينا الرجال نظرهم إلى سائر النساء؛ بل نحن نقوم بعمل جليل، هو تربية الناشئات وتهذيبهن، وهو عمل لا يتفق مع اللهو والمجون، ولا يخفى عليك يا سيدي أن النفوس بطبيعتها ميالة إلى الفساد؛ ولهذا وجب أن يكون المعلم مثالا كاملا للأخلاق، حتى يضطر التلاميذ إلى محاكاته ولو قليلا، والتلميذات كعجينة لينة نصوغها نحن في القالب الذي نريده، فيجب أن نكون قدوة صالحة لهن، وإلا ضاعت الأخلاق التي لا قوام لأمة بغيرها، فإفساد أخلاق الناشئات أكبر خيانة لوطننا المقدس.
صفحه نامشخص