فتاح :
ماذا تعنين يا خبيثة بألفاظك، التي تتضمن دائما معنيين؟
نوب حتب :
لا أعني شيئا، أكثر من أني أريد أن أرسل نائبة عني أنا، تأخذك أنت.
فتاح :
كفاك عبثا، وستندمين على هذا يوم لا ينفعك ندم.
نوب حتب :
أنا يا سيدي لا أندم، إلا إذا قصرت في عملي ولم أقم بواجبي، ولا يؤلمني شيء إلا تأنيب الضمير، وما دمت شريفة النفس مرتاحة الضمير، فلا آسف على شيء في هذه الحياة، وسيان عندي الموت والحياة والفقر والغنى، فالعمر مهما طال لا بد أن ينتهي، وخير للإنسان أن يموت شابا عن أن يكابد آلام الشيخوخة، وما أكل الغني الذهب والجواهر، ولا مات الفقير جوعا؛ بل كلاهما يأكل ليعيش، ولا يستطيع الغني أن يلتهم أكثر من سعة جوفه، فعلام يتحمل الإنسان الضيم، أو يفرط في الشرف حبا في المال، وهو متاع زائل؟
فتاح :
كفاك فلسفة خيالية لا قيمة لها، وسنرى ما تفعلين يوم تدور على رأسك الدائرة، وسيكون عقابك قريبا، وأمد تمتعك بهذا الخيال قصير المدى. (يخرج فتاح)
صفحه نامشخص