البائد الذي يمثل أقوى تجسيد للفلسفة الذكورية، ما بعد الاستعمارية لحظة فارقة في تاريخ النسوية لتتسلح بمناهج لمراجعة الأبنية الغربية في المعرفة والإنتاج، ومزيد من الكشف عما فيها من مركزية جائرة وتراتبية هرمية أدت أيضا إلى العنصرية والاستعمارية في سجل الجرائم الغربية الحافل.
بمواجهة العنصرية، انفتح المجال لتظهر النسوية السوداء في أمريكا وإنجلترا مع بداية السبعينيات بريادة أنجيلا ديفيز
A. Davis
وأندري لورد
A. Lord
وفيلومينا ستيدي
F. Steady ، إنها النسوية الخاصة بالزنجيات تستجوب النسوية الليبرالية البرجوازية التي شيدتها نساء بيضاوات، وتشير إلى إبستمولوجيا خاصة تمثل المعرفة الناجمة عن الخبرة الحية المتميزة للمرأة السوداء، والتي تنطوي على رفضها الخاص لإنفراد الرجال بمراكز السلطة المعرفية، مثلما ترفض أيضا انفراد النساء البيضاوات بالسلطة المعرفية في الفلسفة النسوية، اشتد عودها في التسعينيات، وانضم إليها نسويات من أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
107
أما فيما يتعلق بالاستعمارية وما بعدها ، فقد التقت النسوية الغربية في موجتها الثانية مع المجتمعات التي تحررت من الاستعمار في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التقت في الخلاص من قهر الرجل الأبيض، كلاهما كان آخر بالنسبة له، تفخر النسوية الغربية بدور النساء المكافحات اللاتي شاركن في النضال للتحرر من الاستعمار، شاركن بأنفسهن، ولم يقتصرن على إنجاب الرجال المناضلين، فكانت المرأة قوة خفية وقوة ظاهرة في النضال من أجل الحرية وتحقيق الذات القومية.
108
صفحه نامشخص