الأنباري: نسبة إلى الأنبار بالفتح وسكون النون وفتح الموحدة وبعد الألف راء مهملة، مدينة قديمة من أعمال العراق لكنها في بر الشام ودجلة يفصل بين الأنبار وبغداد في الجانب الغربي، والأنبار في الجاني الشرقي بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، والأنبار جمع واحدة نبر بسكون الموحدة وكسر النون، والأنبار أهراء الطعام، وإنما سميت بذلك لأن الأكاسرة كانوا يخرجون الطعام منها وإليها ينسب جماعة، منهم أبو العباس عبد الله بن محمد الناشي بالنون والشين المعجمة، الأنباري الشاعر المجيد في طبقة ابن الرومي والبحتري وأنظارهما له أشعار كثيرة في جوارح الصيد وآلاته والصيود وما يتعلق بها. كان صاحب صيد، والناشي لقب له وهو الناشي الأكبر توفي بمصر سنة 293، ومنها ابن الأنباري صاحب التصانيف مات سنة ثلاث مائة وست وعشرين، وأما أبو الحارث محمد بن عيسى الإنباري فضبطه أبو سعد الماليني بكسر الهمزة، وقال: إنه منسوب إلى إنبار أي بالكسر، مدينة بجوزجان، روى عن أبي شعيب الحراني انتهى.d ويروى أن كتابة العرب انتشرت بين الناس من الأنبار أي بالفتح، قيل إن مرامر بن مرة من أهل الأنبار أول من خط، قال الأصمعي: ذكر أن قريشا سئلوا من أين لكم الكتب؟ قالوا من الحيرة. وقيل لأهل الحيرة: من أين لكم؟ قالوا من الأنبار. وروى الكلبي والهيثم بن عدي أن الناقل لهذه الكتابة من الحيرة إلى الحجاز هو حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، وكان قدم الحيرة ثم عاد إلى مكة بهذه الكتابة. وقيل لأبي سفيان بن حرب من أين أخذ أبوك هذه الكتابة؟ فقال: من أسلم بن سديد، وقال: سألت أسلم ممن أخذت الكتابة قال من واضعها مرامر بن مرة، فعلم بذلك أن حدوث الكتابة كان قبل ظهور الإسلام بمدة قليلة، وكان لحمير كتابة حروفها معضلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلا يتعاطاها أحد إلا بإذنهم، وجاءت دولة الإسلام وليس بجميع اليمن من يقرأ أو يكتب، إنما كان كتاب الأمم من المشرق والمغرب اثني عشر كتابة، الفراتية، الحميرية، اليونانية، الفارسية، السريانية، العبرانية، الرومية، القبطية، البربرية، الأندلسية، الهندية، الصينية، وذكر في تاريخ المقدسي أن أول من كتب بالعبرانية والفارسية واليونانية هو سد منسد إذ معناه أول حاكم بين الناس وأول من دعاهم إلى عبادة الله تعالى، وعند بعضهم هو بمنزلة إدريس عليه السلام.
صفحه ۵۸