الأستوائي: بالضم والفتح وسكون المهملة وضم المثناة من فوق أو فتحها وبعدها واو ثم ألف ثم همزة نسبة إلى أستوا، قرية بناحية نيسابور ينسب إليها جماعة، منهم عمر بن عقبة الأستوائي حدث عن ابن المبارك وعنه محمد بن سيرين، ومنها الإمام المجمع على جلالته وفضله أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري الفقيه الشافعي، كان علامة في الفقه والحديث والتفسير والأصول في الأدب وعلم التصوف وجمع بين الشريعة والحقيقة وهو من العرب الذين قدموا خراسان، توفي أبوه وهو صغير، وقد اشتغل بالأدب وحضر مجلس الشيخ أبي علي الحسن بن علي الدقاق النيسابوري فأعجبه كلامه فلازمه فقبله الشيخ وأقبل عليه وأشار إليه بالاشتغال بالعلم فخرج إلى أبي بكر محمد بن أبي بكر الطوسي، ثم اختلف إلى الأستاذ أبي بكر بن فورك فأتقن في الأصول ثم تردد إلى الأستاذ أبي إسحاق الاسفرائيني وسمع درسه حتى قال له الأستاذ: ما تحتاج إلى درسي يكفيك مطالعة مصنفاتي، فجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك في الكلام، ثم نظر في كتب القاضي الباقلاني، وكان على مذهب الإمام الأشعري في الأصول وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفروع، ثم اشتغل بالتنصيف وخرج إلى الحج في رفقة فيها الشيخ أبو محمد الجويني، والد إمام الحرمين، وأحمد بن يحيى البيهقي، وكان صاحب الترجمة إماما في التذكير والوعظ وله اليد الطولي في الفراسة، وعقد مجلس الإملاء سنة 437 قال: أحسن ما يتوسل العبد إلى مولاه بدوام الفقر إليه على جميع الأحوال وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه حلال، وقال: خمسة أشياء من خواص النفس، فقير يظهر الغنى، وجائع يظهر الشبع، ومحزون يظهر الفرح، ورجل بينه وبين رجل عداوة يظهر له المحبة، ورجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يظهر ضعفا. ولد سنة 376 وتوفي سنة 465 بمدينة نيسابور، ودفن بجنب قبر شيخة الدقاق بمدرسته، وتوفي شيخه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
صفحه ۳۹