132

البيضاوي: بالفتح وسكون التحانية وفتح الضاد المعجمة ثم ألف نسبة إلى البيضاء، مدينة كبيرة بأرض فارس ونقل الجندي في تاريخه: عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الزنجاني أنها على مرحلة من شيراز انتهى. ينسب إليها جماعة منهم عبد الله بن إمام الدين عمر بن محمد البيضاوي تفقه بأبيه وأخذ المعقولات عن شرف الدين سعيد أوحد علماء شيراز، وله المؤلفات المفيدة منها التفسير المشهور المسمى ب "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" اختصره من الكشاف. توفي بمدينة تبريز لنيف وتسعين وستمائة عن تسع وأربعين سنة كذا نقله الجندي عن تلميذ البيضاوي أبي عبد الله الزنجاني المتقدم ذكره، ومن بيضاء المذكورة الحسين بن منصور الحلاج نشأ بواسط العراق وصحب سهل بن عبد الله ثم صحب أبا الحسين النوري وأبا القاسم الجنيد وغيرهم جرى منه كلام بمجلس حامد بن العباس وزير المقتدر بحضرة القاضي أبي عمر فأفتى بحل دمه، وكتب خطه بذلك وكتب معه من حضر المجلس من الفقهاء وانفضوا من المجلس وحمل الحلاج إلى الحبس، وكتب الوزير إلى المقتدر يخبره بما جرى في المجلس وسير إليه الفتوى فعاد جوابه بأن القضاة إذا كانوا قد افتوا بقتله فليسلم إلى صاحب الشرطة وليتقدم بضربه ألف سوط فإن مات وإلا ضربه ألفا أخرى ثم يضرب عنقه، فسلمه الوزير إلى الشرطي، وقال له ما رسم المقتدر فلما أصبح يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلثمائة وتسع أخرج من الحبس إلى عند باب الطاق واجتمع من العامة ما لا يحصى فضرب ألف سوط، ثم قطع أطرافه الأربعة ثم حز رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في دجلة ونصب الرأس على جسر بغداد، وما يحكى أن أبا العباس بن سريج سئل عنه فقال: هذا رجل خفي علي حاله فلا أقول فيه شيئا كأنه قال ذلك في حياته لما سئل عنه قبل أن يقتل الحلاج بمدة طويلة فإن أبا العباس بن سريج توفي قبل قتل الحلاج بمدة طويلة قدر ثلاث سنين، وكذلك ما قيل أن الجنيد وابن داود الظاهري من جملة من أفتى بقتله لا يصح، لأن الجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين قبل قتل الحلاج بإحدى عشرة سنة، ومحمد بن داؤد توفي قبل قضية الحلاج باثنتي عشرة سنة، والناس مختلفون في الحلاج فمن مبالغغ في تعظيمه، ومن مبالغ في تكفيره، ومن متوقفف فيه، وبيضاء أيضا مدينة أخرى قديمة بأندلس مبنية بالحجر الأبيض قيل إنها من بناء الجن لسليمان عليه الصلاة والسلام لا يرى بها حية ولا عقرب ولا شيء من المؤذيات، وبيضاء أخرى قرية باليمن، قال القاضي مسعود: تعرف ببيضاء مظفر في السرو حول حصي وسلاطينها بنو مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مذحج انتهى، وتعرف اليوم ببيضاء حصي بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين ثم تحتانية مشددة وسلاطينها، قال في "القاموس": وأربع قرى بمصر يقال لكل منها البيضاء، وموضع بالبحرين، وموضع بالقطيف وبلد خلف باب الأبواب.

البيغي: بكسر أوله وإسكان الياء المثناة من تحت وإعجام الغين نسبة إلى بيغو، قرية بالمغرب بين غرناطة وقرطبة إليها ينسب سليمان بن البيغي شيخ القاضي عياض والضياء علي بن محمد بن يوسف البيغي الخزرجي الغرناطي الزاهد الشاعر المعمر أدرك البرزالي بقرية بيغو.

البيقاري: أظنه بفتح الموحدة وسكون التحتانية وفتح القاف ثم ألف وراء، الفقيه المقري أبو عامر البيقاري ذكره ابن بسام في "الذخيرة "، وقال: كان له رحلة إلى المشرق وأنشد يوما في حلقة ابن الرومي في الرقاقة:

ما أنس لا أنس خبازا مررت به

يدحو الرقاقة وشك الملح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفه كرة

وبين رؤيتها قوراء كالقمر

إلا بمقدار ما تنداح دائرة

في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر

كذا ذكره ابن الخياط عن كتاب "المعرب في محاسن المغرب" ذكره في المائة الخامسة.

صفحه ۱۴۲