الخضر اللامعة على طرف الماء وتحت قديم النبات متصلة بهذا النبات في ظل الغابة البكر وقت الشفق غير مظهرة رءوسها على شكل سنابل بعد يشعر ببروز حياة نباتية تخرج من تلك الكتل التي ترتج وتدوي وتصوت دوما عند أصغر هبة ريح.
وإذا قيس بالبردي كلأ الفيل ذو السوق الكبيرة كالخيزران وجد عاطلا من الروعة رجوليا مثيرا ناصبا أوراقه المذربة
7
وأزهاره السمر كالمتحدي.
ويكسو الأرض بين مكان ومكان فرو أخضر منير ذو شعور طويلة وظروف معقوفة غير قصيرة، وهو الذي ورد ذكره في التوراة باسم أم الصوف، وهو الذي يسميه الزنوج أم القطن، وينمو هذا النبات في الماء الذي يكون على شيء من العمق حيث تكون الأرض مستوية.
ويسيطر على جميع ما ذكر نبات مائي رابع، ويظهر هذا النبات شجرا صغيرا أكثر من ظهوره كلأ، ويتألف من هذه الشجيرات غيضات حقيقية سريعة النمو تسبق فيضان النيل سرعة، تجاوز مستواه ستة أمتار، تبرز في كل وقت فوق أعلى المياه، ولهذا النبات ثخن عضد الإنسان، وهو يستدق كلما زاد ارتفاعا، وهو ذو خشب إسفنجي ولب ليفي، وهو ذو أشواك خفيفة الانحناء وأوراق مبعثرة كما في المستحية،
8
وتحيط به المعرشات ذات الأزهار الزرق من كل جانب، وهذا هو العنبج الذي ينشئ الزنجي منه طوفه البالغ من الخفة ما يستطيع الرجل الواحد معه أن يحمله على كتفه والبالغ من القوة ما يحتمل معه خمسة رجال.
وأضيفوا إلى ذلك عالم نباتات الضحضح العائمة أو الثابتة، والمصقولة أو المفرضة، والمتصل بعضها ببعض بالنيلوفر الأزرق وبالبجلة ولقمة القاضي الصفراء وحي العالم الشمعي الشكل والأشنة المائية فتتحول بها الأحواض إلى مروج والأنهار إلى شرط مخططة بنجوم.
وفي هذا المنظر المستوي استواء نمطيا يستوقفكم صوت العصافير وغيرها من الحيوانات أقل من حفيف الكلأ وقضيضه، وفي مدخل المناقع بالمجرى التحتاني من منغلا تبصر جزيرة يسكنها زوجان من الأفيال منذ خمس عشرة سنة ليسا من الشجاعة ما يعبران معه النهر في هذا المكان على ضيقه، ولذينك الزوجين صغيران، وقد التهما وداسا كل شيء، وهما يشاهدان البواخر التي تمر من هنالك مرة واحدة في كل أسبوع، فكأنهما أسيران متطوعان في حديقة حيوانات فريدة في الدنيا.
صفحه نامشخص