17
كبارا، ويحتقرهم إخوانهم الكبار، ويسخرون من هؤلاء «الرجال ذوي اللحى الطويلة»، وهم يضطرون - مع ذلك - إلى الاشتراء منهم مزاريق مطرقة
18
في الغاب وأسنة حراب وأسورة من حديد لنسائهم، وتستخدمهم القبائل المسيطرة في محاربة أعدائها، وإذا ما أضحى هؤلاء الأقزام مشاورين لرئيس تغلب شكرهم على غدرهم، وارتبطوا بعطف ثابت، خاص بالشعوب المضطهدة منذ زمن طويل، فيمن يحسن معاملتهم لاستغلالهم.
ومن هم هؤلاء البانتو الذين هم على خلاف دائم مع الأقزام؟ ومن هم سادة تلك البلاد؟
الفصل السابع
أوغندة بلد أغنى من جميع البلدان المجاورة وأوفر حظا منها، وذلك لما تتمتع به من جو سخي تنمو به ثمرات الأرض من تلقاء نفسها، ولما أنعم القدر عليها من إبعاد البيض حتى سنة 1860، وتمضي ألوف السنين ويعيش فيها بضعة آلاف من السود هنالك جاهلين شهوات الشرق والشمال، ويدخلها سبيك
1
ويكون أول من يتكلم عن شعب فردوسي يحسب نفسه سعيدا، واليوم لو سئل أوغندي على شواطئ بحيرة فيكتورية لأجاب أنه يأتي من بلد «يقتبس القمر فيه قواه الجديدة ونوره الجميل الأبيض من ذرى جبال الثلج»، وهو يمد يده نحو منبع النيل في بعض الأحيان فيقول: إنه من البلد الذي يلد فيه النهر الأكبر، ولكنه إذا ما سئل عن سير الزمن أبصر أن السنة ستة أشهر لغلتين ينالهما، وصرح بأن الشهر الأول من السنة هو شهر البذر، وأن الأشهر الخمسة التالية هي أشهر الأكل، وكان لدى أولئك القوم قبل أن يكشف أمرهم كل ما يحتاجون إليه من موز وحبوب وبقول وأسماك وضأن، وهم لم يهلك منهم أناس كثيرون في القرون الأخيرة إلا نتيجة لما اشتعل بين العروق من حروب طويلة.
ويعتقد أن ذلك العرق مزيج من البانتو ومن قبائل نيلية وحامية، ونحن - لأنه ليس لدينا وثائق مكتوبة - نرى أن اختلاط العروق مصدر سعادتها ، وأن غرورها مصدر سقوطها.
صفحه نامشخص