فوق غدير البردي مذعورا من صفير العقاب.
وفي منطقة رونزوري الثانية - التي هي بقعة المضايق والأودية والتي تكثر فيها المساقط - يحيط بالبال نطاق يرى من بعيد، وهنالك تبصر غابات تكسوها الأشنة
14
بأسرها، وهنالك يسيطر شجر من طائفة الصنوبر والسرو، ويعلو الخيزران وترتفع اللوبيلية
15
محدقة مفتحة العيون بادية شمعة زهر كالرمح مع عناقيد متدلية منها، وتنتصب تلك النباتات الكبيرة في غابة المطر الخالد كالمسلات في المقابر المهجورة.
ويزهر بالقرب منها شجر الخلنج الأحمر الوردي والضارب إلى زرقة، ويستر هذا الشجر طحلب أخضر برتقالي أرجواني متصل بلحية غائمة نازلة من ساقه، ويتجمع بين هذا الشجر أجداده الموتى تحت كفن من الطحلب الأبيض، ويئن في كل مكان خيزران شبه مكسور بفعل الريح والمطر، والحق أن ذلك هو بلد البحيرات وفوهات البراكين.
وهي كثيرة، وهي تنظر إلى السماء بعينها السوداء غائصة بين حواجز وعرة حافظت على شكلها الابتدائي، ويقطع الصمت العميق هدر اليمام
16
الرزين، وتخفي وجود الإنسان أشجار الموز في بقاع محروثة من الغابة مع أكواخ قليلة، وهنالك من المرتع
صفحه نامشخص