260

نیل: حیات نهر

النيل: حياة نهر

ژانرها

العبد» الذي لا تزال أنقاضه بادية على الشاطئ. والعبد رقيق بسيط أضل زوج سيده فجاء بها إلى الصحراء الحجرية حيث شاد لها قصرا منيعا، ولم يجد هذا النوبي شاعرا مثل أوميرس يشيد بذكره فلم يكتب الخلود لملك يمينه هيلانة السوداء تلك، غير أن أسطورتها تجري بتؤدة على شفاه الزنوج بين هدير النيل.

ويظهر النهر موحشا بين تلك الصخور والجزر كما في منبعه، وهنالك يستأنف الكفاح بقر الماء والتمساح؛ أي سيد النيل ولصه، وهنالك يرقبان السابح، وعندما يصرع التمساح - نصف المطمور في الرمل - رجلا بذنبه لاعبه كالهر مرعبا إخوانه، وليس لدى هؤلاء ما لدى الشلك من مهارة ووسائل دفاع في مثل تلك الحال، وهم يزعمون أن التمساح يفضل الأبيض على الزنجي تفضيلا يزهد الأوروبي فيه مختارا، ويجادل كثير من الرواد في تتبع التمساح للإنسان على الشاطئ، ويوكد النوبي عكس ذلك فينصح الضحية بالركض دوائر دوائر لإنقاذ نفسه.

ولبقر الماء ما للنبيل من طبائع، فإذا داس في النيل إنسانا أو حيوانا بين حين وحين تركه وشأنه، وإذا قلب زورقا فلأن الزورق صغير، ولأن الرب خلقه كبيرا، وهو لا يجر إنسانا ولا حيوانا إلى الماء أبدا، وهو في السباحة كالفيل في الأرض، وهو بطيء الحركة دمث الخلق طيب المزاج بين قرنائه، وهو في الغالب أقل ضوضاء ودورانا من باخرة نيلية صغيرة تشغل مثله حيز طنين من الماء، وهو ذو لون زيتوني سنجابي،

51

وهو من الجمود ما يعد معه جلمودا بارزا من الماء لو لم تنم شاماته الوردية الجميلة وعيناه وأذناه وخطمه

52

على أنه حيوان، ولو لم يفغر فاه بغتة عارضا أسنانا مائلة بالية كاشفا على لسانه العريض قصف النيلوفر

53

الذي تغنى الشعراء بلطفه.

وليس لبقر الماء عينان غائرتان كعيني الفيل، بل تبلغ عيناه من الكبر ما يخيل إلى الناظر معه أنهما موضوعتان على وجهه، ولبقر الماء بهما مع أذنيه الصغيرتين من قوة الشعور ما يحس به حضور أعدائه، وهو إذ كان لا يخشى أحدا من هؤلاء تراه كثير الهدوء فيما خلا وقت السفاد،

صفحه نامشخص