ويضحي منليك، الذي هو أقوى أفريقي في عصرنا، ضحية امرأة أراجة
8
اسمها طيطو «رهج
9
شعاع الشمس»، وكان الأمير منليك زوجها الخامس، وكانت ظريفة هيفاء، وكان يرغب فيها لبياض بشرتها، وهي لا تمت بصلة إلى الأم السمينة التي نشرت صورة لها في أوروبة، وكان اقترانهما عقيما، وهو لعطله من وارث لعرشه عين ابن ابنته وليا للعهد، وتود طيطو أن يكون أخوها نجاشيا حرصا على حفظها قسطا من السلطة، وتلجأ إلى وسيلة شائعة بين أشراف الحبشة، تلجأ إلى السم، ولم يسفر السم عن موت منليك وإن ناهز
10
السنة الخامسة والستين من عمره، ولكنه يصاب بغبش ذهني وشلل بدني، ويدرك في فترات صحوه ماذا وقع ويعين ولي عهده مرة ثانية.
وتلقي دسائس البلاط رداء من الكآبة على أواخر أيام منليك، ويتوفى منليك سنة 1913 في السبعين من سنيه، موحدا الحبشة بعد فوضى دامت أكثر من قرن، جاعلا جسما واحدا من سبع ممالك ومستعمرات واسعة.
الفصل السابع
رجلان يسيران في مرتج
صفحه نامشخص