نیل در دوران فراعنه و عربها
النيل في عهد الفراعنة والعرب
ژانرها
نتائج زيادة النيل ونقصانه في عهد العرب
لما فقدت مصر استقلالها قبل ألفي سنة تهاون ولاة الأمور الأجانب في شئون البلاد، حتى أهملوا نظام الري وتعطلت زراعة الأرض، ونضبت موارد المعيشة على الناس، فهاجروا وهجروا البلاد فصارت بعدهم أطلالا بالية وآثارا خاوية، وأصبح كثير من الجهات حفرا ومستنقعات، ولو كان في هذه العصور حكومة وطنية تهتم بالمصالح الحيوية لما تمادت على هذا الإهمال الذي أوقع البلاد في مهاوي الدمار والخراب.
وكانت زيادة النيل في هذه العصور تهاجم المدن والقرى فتدمرها لعدم إقامة الجسور واختلال نظام الري الذي عليه مدار الحياة، ومن طبيعة الحكومة الوطنية أن تحافظ على نظامها المرتبط بحياة الأمة، ولكن من سوء حظ مصر أن توالت عليها إذ ذاك حكومات أجنبية مختلفة لم تهتم بمصلحة البلاد، ولا بنظام شئونها كما هي العادة قديما وحديثا في كل زمان ومكان.
وإذا نظرت إلى البلاد وجدتها
تشقى كما تشقى العباد وتسعد
ومن المأثور عن نابليون بونابرت قوله: «من علامة حسن الإدارة في البلاد أن ترى نظام الري معتدلا، والترع مطهرة والفيضان منتفعا به في كل مكان، وإن علامة ضعف الحكومة واختلال شئونها أن ترى الترع معطلة؛ لعدم تطهيرها، والجسور مهدمة، ونظام الري فاسدا وقوانين توزيع المياه جائرة.»
كم تحكمت في مصر حكومات أجنبية أثقلت عواتق الرعية بالضرائب الباهظة والغرامات الفادحة، فكنت ترى أفراد الهيئة الحاكمة من الوالي إلى الجندي البسيط لا هم للجميع إلا جمع المال وإحراز الثروة، وأوقعوا النهب والسلب في المصريين وأذلوهم وأذاقوهم الأمرين حتى سئموا الحياة واضطروا للثورات السياسية.
وكان عبد اللطيف البغدادي
1
طبيبا ابن طبيب، زار مصر سنة 597ه وذكر ما حصل بها من البؤس والشقاء من جراء زيادة فيضان النيل في أرض مصر، فقال في كتابه «مختصر أخبار مصر»:
صفحه نامشخص