نهایت تنویه در ازهاق تمویه
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
ژانرها
ومن كلام علي عليه السلام: (فوالله ما كنزت من ديناكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت ليالي ثوبي طمرا).
حتى قال عليه السلام: (بلى، كانت في أيدينا فدك فشحت عنها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، ونعم الحكم الله، وما أصنع بفدك وغير فدك؟ والنفس مظانها في غد جدث، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها)، الكلام المشهور إلى آخره.
قلت: وفي هذا الكلام ما يدل على أن نزع أبي بكر لفدك من يد فاطمة عليها السلام لم يكن بطريقة شرعية؛ لأنه عليه السلام قال: (فشحت عنها نفوس قوم)، والشح لا يدخل في الأحكام الشرعية، فلا يقال إذا حكم القاضي لأحد الخصمين على الآخر بشيء: شح القاضي على الخصم الآخر الذي لم يحكم له، بل يعد من قال ذلك ظالما للقاضي، ناسبا إليه الجور في قضائه وحكمه، فلو كان انتزاع أبي بكر فدكا بحكم الله على ما زعم، ما ساغ لعلي عليه السلام أن يقول: شحت نفس أبي بكر بفدك علينا، فسخت نفوسنا بها، ولينظر الناظر إلى قوله عليه السلام: (ونعم الحكم الله)، لا بد أن يكون في ذكره لهذه الكلمة فائدة وغرض، فإن كان أبو بكر محقا في أخذه لفدك، فلا فائدة لهذا التألم، بل لأبي بكر أن يقول: نعم الحكم الله بيني وبينكم، تعتقدون في الظلم والجور؟ وأنا من ذلك براء، فالله نعم الحكم في الاستنصاف لي من تجويركم، ونسبتكم إلي مالم أتعد فيه حدود الله، ولم أتجاوز إلى غير حكمه والعمل بمقتضى شريعة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
صفحه ۱۴۲