** الفصل الثالث :
في خواص المحدث
وفيه مباحث :
** البحث الأول : في أنه لا يجب في المحدث سبق المادة عليه (1)
ذهبت الفلاسفة إلى أن كل محدث فإنه مسبوق بمادة يكون حالا فيها كالصور والأعراض ، أو موجودا عنها كالمركب ، أو معها كالنفوس ، وحصروا المحدثات في هذه الأصناف الثلاثة لا غير. وكل بسيط غير هذه فإنه يستحيل أن يكون محدثا عندهم.
واستدلوا على سبق المادة ، بأن كل محدث فإن عدمه سابق على وجوده ، ووجوده حال عدمه ممكن ، وإلا امتنع حدوثه ، فذلك الإمكان سابق على وجوده. وليس راجعا إلى صحة اقتدار القادر عليه ؛ لأن هذا الإمكان مأخوذ بالقياس إلى ذات الممكن من غير التفات إلى مؤثره ، وصحة اقتدار القادر عليه مأخوذة
صفحه ۲۴۱