نهاية المطلب في دراية المذهب

Al-Juwayni d. 478 AH
76

نهاية المطلب في دراية المذهب

نهاية المطلب في دراية المذهب

پژوهشگر

عبد العظيم محمود الدّيب

ناشر

دار المنهاج

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

۱۳۲۸ ه.ق

محل انتشار

جدة

ژانرها

فقه شافعی
¬تدعو للتفكر والنظر (١) وسن لهم ذلك صلى الله عليه وصلم باجتهاده أمامهم، وبإقراره من اجتهد منهم على اجتهاده. - لجأ الصحابة إذًا إلى الرأي فيما لم يجدوه منصوصًا في الكتاب، ولم تَجْرِ به سنة، ولكنهم ﵃ كانوا يستشعرون خطورةَ منصب الإفتاء، فيتحرجون، ويتدافعون " قال عبدُ الرحمن بنُ أبي ليلى: أدركت عشرين ومائةً من أصحاب رسول الله ﷺ، فما كان منهم محدِّث إلا وَدَّ أن أخاه كفاه الحديث، ولا مُفتٍ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا " (٢)، فكانوا لذلك يتشاورون في أحكام الوقائع ورعًا من كل منهم أن ينفرد بالحكم، وكان لذلك أثرهُ في ناحيتين: * ظهور الإجماع، كمصدر من مصادر الفقه، فهو في الواقع لون من الاجتهاد: الاجتهاد الجماعي (٣). * عدم اتساع الخلاف بين الصحابة (٤). - وكان الرأي عند الصحابة بمعناه الواسع، " فكانوا يطلقون كلمة الرأي عك ما يراه القلب بعد فكرٍ وتأمل، وطلبٍ لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات " (٥) ولم يكونوا يعرفون الأسماء والألقاب التي وضعها الأصوليون فيما بعد، قال إمام الحرمين ﵁: " ولو عُرضت الكتب التي صنفها القياسون في الفقه مع ما فيها من المسائل ... والصور المفروضة، وبدائع الأجوبة ... والعبارات المخترعة ... كالجمع والفرق، والنقض والمنع؛ والقلب وفساد الوضع ... ونحوها، لتعب أصحاب رسول الله ﷺ في فهمها؛ إذ لم يكن لهم عهد بها، ومن فاجأه شيء لم يعهده، احتاج إلى رد الفكر إليه ليأنس به " (٦).

(١) العقاد: عباس محمود العقاد، ﵀ التفكير فريضة إسلامية: من ص ٦ - ٢١. (٢) انظر نشأة الفقه الاجتهادي (مرجع سابق): ٧٥. (٣) الأستاذ الجليل الشيخ علي حسب الله - أصول التشريع الإسلامي. ط ٢: ٧٥. (٤) تاريخ التشريع للخضري: ١٢٩. (٥) نشأة الفقه الاجتهادي للسايس: ٣٧. (٦) إمام الحرمين. الغياثي، فقرة: ٦٦٧.

المقدمة / 76