248

النهایه در غریب الحدیث و الأثر

النهاية في غريب الأثر

پژوهشگر

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

ناشر

المكتبة العلمية - بيروت

محل انتشار

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

(جَذَذَ)
- فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ حُنَيْن: جُذُّوهُم جَذًّا» الجَذُّ: القَطْع: أَيِ اسْتَأصلُوهم قَتْلا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مازنٍ «فثُرتُ إِلَى الصَّنَم فكسرتُه أَجْذَاذًا» أَيْ قِطَعًا وكِسَرًا، واحِدُها جَذٌّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ﵁ «أصُولُ بِيدٍ جَذَّاء» أَيْ مقطُوعة، كنَى بِهِ عَنْ قُصور أَصْحَابِهِ وتَقاعُدِهِم عَنِ الغَزْوِ، فإنَّ الجُنْد للأَمير كاليَدِ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ جَذِيذَة قبْل أَنْ يَغْدُوَ فِي حاجَتِه» أَرَادَ شَرْبَةً مِنْ سَويق أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، سُمّيْت بِهِ لِأَنَّهَا تُجَذُّ: أَيْ تُدَقُّ وتُطْحَنُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ﵁ «أَنَّهُ أَمَرَ نَوْفًا البِكاليّ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مِزْوَدِهِ جَذِيذًا» .
وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «رَأَيْتُ عَلِيًّا ﵁ يَشْرب جَذِيذًا حِينَ أفْطَر» .
(جَذَرَ)
(س) فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ ﵁: «احْبِس الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغ الجَذْرُ» يُريد مَبْلَغ تَمام الشُّرب، مِنْ جَذْرِ الحِساب، وهُو بِالْفَتْحِ والكَسْر: أصْل كُلّ شَيْءٍ. وَقِيلَ أَرَادَ أَصْلَ الْحَائِطِ.
والمحفُوظ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ «نَزلَت الْأَمَانَةُ فِي جَذْرِ قُلوب الرِّجَالِ» أَيْ فِي أصْلها.
(س) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ ﵂ «سألْتُه عَنْ الجَذْرِ قَالَ: هُوَ الشّاذَرْوَان الْفَارِغُ مِنَ البنَاء حَوْل الْكَعْبَةِ» .
(جَذَعَ)
(س) فِي حَدِيثِ المَبْعَث «أنَّ وَرَقة بنَ نَوْفَل قَالَ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا» الضَّمير فِي فِيهَا للنُّبُوّة: أَيْ يَا ليْتَني كنْتُ شَابًّا عِنْدَ ظُهُورها، حَتَّى أبَالِغ فِي نُصْرَتِها وحِمَايَتِها.
وجَذَعًا منْصُوب عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمير فِي فِيهَا؛ تقديرُه ليْتَني مُسْتِقِرٌّ فيَها جَذَعًا: أَيْ شَابًّا. وَقِيلَ هُوَ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ كَانَ، وضُعّف ذَلِكَ؛ لِأَنَّ كَانَ النَّاقصةَ لَا تُضْمر إِلَّا إِذَا كَانَ فِي الْكَلَامِ لَفْظٌ ظَاهِرٌ يَقْتَضيها، كَقَوْلِهِمْ: إنْ خَيْرًا فَخيرٌ، وَإِنَّ شَرًّا فَشَرٌّ؛ لأنَّ إنْ تَقْتضِي الفعلَ بشَرْطيَّتِها. وأصْل الجَذَعِ مِنْ أسْنان الدَّوابّ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْهَا شَابًّا فَتِيًّا، فَهُوَ مِنَ الْإِبِلِ مَا دَخَلَ فِي السَّنَة الْخَامِسَةِ، وَمِنَ البَقر والمَعْز مَا دَخَلَ فِي السَّنَة الثَّانية، وَقِيلَ الْبَقَرُ فِي الثَّالِثَةِ، وَمِنَ الضَّأْنِ مَا تَمَّت لَهُ سَنَةٌ، وَقِيلَ أقَل مِنْهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ يُخالِف بَعْضَ هَذَا فِي التّقدير.

1 / 250