نهایت در فتنه‌ها و ملاحم

ابن کثیر d. 774 AH
96

نهایت در فتنه‌ها و ملاحم

النهاية في الفتن والملاحم

پژوهشگر

محمد أحمد عبد العزيز

ناشر

دار الجيل

شماره نسخه

١٤٠٨ هـ

سال انتشار

١٩٨٨ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

الْأَمْرُ؟" ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنِّي قد خبأت إليك خبأ"، فقال ابن صياد: هو الرخ١ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "اخْسَأ فَلَنْ تَعْدوَ وقَدَرك". وقال عمر بن الخطاب: مرني يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ يكنه فلن تُسلَّطَ وإن لا يَكُنْه فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ". وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَبِي بْنُ كعب إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النخل طفق يتقي بجذع النخل وهو يختل أنه يَسْمَعَ مِنَ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ: يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ" قَالَ سَالِمٌ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هو له أهل ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "إِنِّي لأنْذِركُمُوهُ مَا من نَبِي إلاّ وقد أنْذَرْ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نوحٌ قومِه ولكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْه نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تعلَمُوا أنه أعورُ وإنَّ الله ليس بأعْور".

١ الرخ: بضم الراء وتشديد الخاء نبات لين رخو هش رخاخ ورخخه وفي مسلم: قال "دخ" بالدال المضمومة والخاء المشددة والمراد به آية الدخان أن النبي ﵇ أضمر له آية الدخان هي قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ . والحق أن ابن صياد قال كلمة بتراء لا معنى لها على عادة الكهان، وأنه لم يكن يعني شيئا بكلمته فهو مشعوذ أفاك.

1 / 104