سوى قراريط من العين لا تبلغ الدينار ويمانبة عشر قيراطا . والحضرة مطلويه ، والقريه منهوبه ، والاعراب والا كراد عائثون، والاعداء متعاطون ، والاولياء فاسدون طامعون، فأصلح الأمور وأحسنالتدبير ، وقمع الدعار ، وأباد الاشرار، وبالغ في العمار ، وأنصف في المعاملة ، ورفق بالرعيه ، وحكم بالسوية ، حتى استفضل فى ارتفاعه في سنى خلافته تسعة عشر ألف ألف دينار ، وتقدم إلى أمراء الأجناد أن يتقدم كل واحد منهم إلى أتباعه بلزوم الطريقة الحميدة ، وأن من أفسد غلامه على أحد من الرعية شيئا أو يجرأ على أحد بأذية ، فالمأخوذ به الامير دون الغلام .
فسمع يوما صوتا من الكروم، مما يلي دحلة فأنفد بستعلم ذلك، فقيل له : سائس قد أخذ من إنسان حصر ما. فأمر باحضاره ، وقال له:من اتباع من أنت؟ فقال من أصحاب فلان الامير . فأمر باحضاره وتقدم بضرب عنقه ،فقتل الأمير ، ولم جسر بعد ذلك أحد أن يفسد ولم يبق من الجند إلا من خافه ، وكثر الأمن.
م قال لوزيره عببد الله بن سليمان - وكان محدثا فاضلا عاقلا : لعلك أنكت ما جرى في حق الامير المقتول ، وكيف قتلته بجرم جناه آخر ؟ فقال الوزير: هوذاك يا أمير المؤمنين .
قال: كنت فى خلافة المعتمد ، فرأيتهذا الامير قد قتل رجلا بغير ذنب على سبيل العمد، ولم يكن له وارث في الخلق ، فندرت لله تعالى إن ولابى أن أقتله به ، فلما وليت كنت أتطلب له العثرات حتى جرى ماجرى من غلامه ، فقتلته يقتل ذلك الرجل وأقمت السياسه به في الناس .
صفحه ۹۱