نبذة في العقيدة الإسلامية
نبذة في العقيدة الإسلامية
ناشر
دار الثقة للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
محل انتشار
مكة المكرمة
ژانرها
أسس العقيدة الإسلامية
الدين الإسلامي: - كما سبق - عقيدة وشريعة، وقد أشرنا إلى شيء من شرائعه، وذكرنا أركانه التي تعتبر أساسًا لشرائعه.
أما العقيدة الإسلامية: فأسسها الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر: خيره، وشره.
وقد دلَّ على هذه الأسس كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ.
ففي كتاب الله- تعالى- يقول: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) [سورة البقرة: ١٧٧] .
ويقول في القدر: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [سورة القمر: ٤٩، ٥٠] .
وفي سنة رسول الله ﷺ يقول النبي ﷺ مجيبًا لجبريل حين سأله عن الإيمان: (الإيمان: أنْ تؤمنَ بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر: خيره وشره) (١) .
الإيمان بالله تعالى
فأما الإيمان بالله فيتضمَّنُ أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجود الله- تعالى -:
وقد دلَّ على وجوده - تعالى -: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس.
١- أما دلالة الفطرة على وجوده - سبحانه-: فإنَّ كل مخلوق قد فُطِرَ على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير، أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلاَّ من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها؛ لقول النبي ﷺ: (ما من مولود إلا ويولدُ على الفطرة، فأبواهُ يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) (٢) .
٢- وأما دلالة العقل على وجود الله- تعالى - فلأن هذه المخلوقات: سابقها
_________
(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، رقم (٩٣) .
(٢) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، رقم (١٣١٩) .
1 / 34