نظم مستعذب
النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب
ویرایشگر
د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم
ناشر
المكتبة التجارية
محل انتشار
مكة المكرمة
ژانرها
تَعَالَى حَرَّمَ فِيهِ الْجَنَّةَ عَلَى إبْلِيسَ حِينَ لَعَنَهُ، وَأهْبَطَهُ إلَى الأرْض.
قَوْلُهُ: "عِنْدَ أَفْنِيَتِهِمْ" (١٣) الْفَنَاءُ: قُدَّامُ الدَّارِ، وَمَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَالْجَمْعُ: أَفْنِيَة (١٤) وَأَرَادَ أَنَّهُمْ لَا تُسَاقُ مَوَاشِيِهِمْ إلَى الْمُصَدِّقِ، فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لهُمْ﴾ (١٥) (الصَّلَاةَ هَا هُنَا: الدُّعَاءُ. أمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ، ﵇ أَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ. وَمَعْنَى ﴿سَكَنٌ لَهُمْ﴾ (١٦) أَىْ: يَسْكُنُونَ بِدُعَائِكَ سُكُونَ الرَّاحَةِ وَطِيبِ النَّفْسِ (١٧).
قَولُهُ: "اللَّهُمَّ (١٨) صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ" (١٩) الْمَذْهَبُ أَنَّ قَوْلَ الرَّجُل لِصَاحِبِهِ: صَلَّى الله عَلَيْكَ، يُكْرَهُ؛ لِأنَّ الصَّلَاةَ خَاصَّة لِلنَبِىَّ (٢٠) ﷺ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ صل على آلِ أَبِي أوْفَى" فَإِنَّ الصَّلَاةُ لَمَّا كَانَتْ خَاصَّةً (٢٠) لِلنَّبِىِّ ﷺ، كَانَ لَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَيْثُ شَاءَ (٢١). وَأَرَادَ بِآلِ أَبِى أَوْفَى: نَفْسَ أَبِى أَوْفَى هَا هُنَا (٢٢).
قَوْلُهُ: "وَإِنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ أوْ غَلَّ" (٢٣) يَعْنى: أَخْفَى وَخَانَ، يُقَالُ: غَلَّ الْجَزَّارُ الشَّاةَ: إِذَا أَسَاءَ سَلْخَهَا، فَأَخَذَ مَعَ (٢٤) الْجِلْدِ شَيْئًا مِنَ اللَّحْمِ (٢٥)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ (٢٦) أَىْ: يَخُونَ.
قَوْلُهُ: "خَلَّفَهُ احْتِيَاطًا" (٢٧) أَىْ: أَخْذًا بِالْحَزْم وَالثِّقَةِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: احْتَاطَ الرَّجُلُ لِنَفسِهِ: إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، وَأَصْلُ الإِحَاطَةِ بِالشَّىْءِ: الْأَخْذُ مِنْ جَوَانِبِهِ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْحَائِطُ، وَهُوَ الْجِدَارُ.
قَوْلُهُ: "فَإِنْ نَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ" (٢٨) يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الْعَدُوِّ وَالْيَمِينِ يَنْكُلُ بِالضَّمِّ، أَىْ: جَبُنَ وَحَادَ. وَقَالَ أبُو عُبَيْدَةَ (٢٩): نَكِلَ بِالْكَسْرِ: لُغةٌ فِيهِ، وَأَنْكَرَهُ الْأصْمَعِىُّ (٣٠).
قَوْلُهُ: "يُصَادِفُ فِيهِ الإِدَراكَ" (٣١): يُقَالُ: أَدْرَكَت الثَّمَرَةُ: إِذَا بَلَغَتْ حَدَّ نُضْجِهَا، وَصَلُحَتْ لِلأكْلِ. وَأَصْلُ الإِدَراكَ: اللُّحُوقُ. يُقَالُ: مَشَيْتُ حَتَى أَدَرَكْتُهُ (٣٢).
قَوْلُهُ: "جِزْيَةً أَوْ صَغَارًا" (٣٣) الْجِزْيَةُ أَصْلُهَا: الْفِدَاءُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِى
(١٣) فى المهذب ١/ ١٦٩ روى عبد الله ابن عمرو بن العاص أن النبى ﷺ قال: "تؤخذ صدقات المسلمين عند مياههم وعند أفنيتهم".
(١٤) الصحاح (فنى) والمصباح (فنى).
(١٥) سورة التوبة آية ١٠٣.
(١٦) ما بين القوسين ساقط من ع.
(١٧) معانى الفراء ١/ ٤٥١، ومعانى الزجاج ٢/ ٥١٨.
(١٨) اللهم: ليس فى ع.
(١٩) فى المهذب ١/ ١٦٩: والمستحب أن يقول: اللهم صل على آل فلان، لما روى عبد الله بن أبى أوفى قال: جاء أبى إلى رسول الله ﷺ بصدقة ماله، فقال له ﷺ: "اللهم صل على آل أبى أوفى.
(٢٠) ع: بالنبى.
(٢١) النهاية ٣/ ٥٠.
(٢٢) قال ابن الأنبارى فى حديث أبى أوفى: معناه: ترجم عليه. الزاهر ١/ ١٣٨ وانظر النهاية.
(٢٣) فى المهذب ١/ ١٦٩: وإن منع الزكاة أو غل أخذ منه الفرض وعزره على المنع والغلول.
(٢٤) ع: فى.
(٢٥) الصحاح (علل).
(٢٦) سورة آل عمران آية ١٦١: وقرىء ﴿يَغُل﴾ بفتح الياء وضم الغين، وهى قراءة ابن عباس وأبى عبد الله السلمى وابن كثير وأبى عمرو وعاصم وقرىء: يُغَلُّ بضم الياء وفتح الغين وهى قراءة أبى جعفر ونافع وابن عامر وحمزة والكسائى وخلف ويعقوب قال الفراء: وذلك جائز فيكون مثل قوله: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ﴾ و﴿يُكَذِّبُونَكَ﴾ أنظر معانى الفراء ١/ ٢٤٦ والكشف ١/ ٣٦٣ والمبسوط ١٧١ وتفسير القرطبى ١٤٩٦، ١٤٩٧.
(٢٧) خ: يحلف احتياطًا وفى المهذب ١/ ١٦٩: وإن قال رب المال: لم يحل الحول على المال فالقول قوله فإن رأى أن يحلفه حلفه احتياطًا.
(٢٨) فى المهذب ١/ ١٦٩: فإن نكل عن اليمين أخذت منها الزكاة.
(٢٩) ع: أبو عبيد: تحريف والمثبت من خ والصحاح؛ النقل عنه.
(٣٠) الصحاح (نكل): فى العين ٥/ ٣٧١: ونَكِلَ يَنْكَلُ تَمِيمِية وَنَكل حجازية. وانظر المصباح (نكل).
(٣١) فى المهذب ١/ ١٦٩: ويبعث السعى لزكاة الثمار والزروع فى الوقت الذى يصادف فيه الإدراك.
(٣٢) الصحاح (درك).
(٣٣) فى المهذب ١/ ١٦٩: ويستحب أن يكتب فى ماشية الزكاة: الله، أو زكاة وفى ماشية الجزية: جزية أو صغار.
1 / 161