سبقتَ إليهم مناياهُمو ... ومنفعَةُ الغَوثِ قبْلَ العَطَبْ
لقد أدركتهم وأنقذتهم من الموت، ومنفعة الإغاثة قبل هلاك المستغيث.
ستُبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلًا ... ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لمْ تُزَوِّدِ
ستخبرك الأيام بما جهلت، ويأتيك بالأخبار من لا تعرفه.
ستدركُ من ذي الفُحشِ حقَّك كلهُ ... بحلمِكَ في رفْقٍ وإِنْ لم تَشدَّدِ
بالرفق تدرك حقك من الفاحش، مهما كان بذيئًا.
ستَلقى من عَدوِّكَ كُلَّ كيدٍ ... إذا كادَ العَدُوُّ ولمْ تَكِدْهُ
إذا لم تكد عدوك كادك.
ستورُ الضمائرِ مهتوكةٌ ... إذا ما تلاحظتِ الأعْيُن
الأعين تهتك ما في الضمائر.
سَحْبانُ من غير مالٍ باقل حَصِرٌ ... وباقِلٌ في ثراءِ المالِ سَحْبانُ
المال يُنطق العيي والفقر يخرس الخطيب المفوه، فسحبانُ هو باقلٌ إذا كان فقيرًا، وباقلٌ هو سحبان إذا كان غنيًا.
سقامُ الحرْصِ ليسَ له شفاءٌ ... وداءُ الجهلِ ليسَ له طبيبُ
الحريص مريض لا يشفى، والجاهل مصاب بداء ليس له دواء.
سُكْرُ الولايةِ طَيِّبٌ ... وخُمارُها صَعْبٌ شديدُ
ما أطيب الولاية يسكر بها الوالي ما دام واليًا وما أقبح العزل فكأنه الخُمار بعد السكر الشديد.
سلِمْتُ من العدوِّ فما دَهاني ... سوى مَن كان مُعْتمدي علَيْه
سلمت من العدو وأصابني الصديق.
سَلي إنْ جهلتِ الناسَ عنّا وعنهمو ... فليسَ سواءً عالمٌ وجَهولُ
إذا جهلت من نحن فاسألي الناس عنا، فهم يعرفوننا، ولا يستوي العالم والجاهل.
سوفَ تُجزى بالذي أوليْتَهُ ... وكذاكَ المرءُ يُجْزى عَمَلَهْ
كل امرئ مَجزيٌّ بعمله.
سوفَ تَرى إذا انجلى الغبارُ ... أفرسٌ تحتكَ أم حِمار
ستعرف نفسك إذا زال غرورك، وستعرف ماذا تركب إذا انجلى عنك الغبار. أتركب فرسًا أم حمارًا.
سيذكُرني قومي إذا جدَّ جِدّهُمْ ... وفي الليلةِ الظلماءِ يُفْتقَدُ البدرُ
إذا نشبت الحرب ذكر قومي بطولتي وشجاعتي كما يذكر الساري في الصحراء البدر في الليلة الظلماء.
سينصفُ الدهرُ من قومٍ بدائرةٍ ... وفي الجديدين إِنصاف إذا دارا
ستدور الدائرة على الظالمين، والأيام تنصف المظلومين حين تدور.
حرف الشين
شاورْ سواكَ إذا نابتْك نائبٌ ... يومًا وإِن كنتَ من أهلِ المَشوراتِ
شاور غيرك وإن شاورك الناس.
شجاعٌ إذا ما أمكنَتْني فرصةْ ... وإِن لم تكُنْ لي فرصةٌ فجبانُ
أنا شجاع عندما تكون فرصة النصر ممكنة، وجبان إذا لم تسنح لي فرصة.
شجاعةُ المرءِ إذا لم تكُنْ ... من بعدِ رأيٍ من فنونِ الجنونْ
الشجاعة التي لا تعتمد على رأي ضرب من الجنون.
شِرارُ الناسِ يَروُونَ ... عن الأخيار ما شَاؤوا
شرار الناس مولعون بتلفيق الأخبار على الأخيار.
شَرُّ الأخلاءِ مَن كانت مودَّتُهُ ... معَ الزمانِ إذا ما خافَ أو رغِبا
شر الأصدقاء من يصحبك إذا كان الزمان معك، ومن يهجرك إذا كان الزمان عليك.
شَرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ به ... وشَرّ ما يكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
شر البلاد بلد لا تجد فيه صديقًا، وشر الكسب الذي تناله ما يلوثك.
شَرُّ الورى مَن ليس يُرجى خيرهُ ... يومًا ويُخشى شَرّهُ وضَيْرُهُ
شر الناس من لا يرجى خيره ومن يخاف شره.
شَرِّقْ وغرِّبْ تجدْ مِنْ معرضٍ عوَضًا ... فالأرض مِنْ تربةٍ والناسُ من رجُلِ
ارحل في كل مكان تجد ناسًا بناس، فالأرض واسعة وكلها من تراب، والناس كثيرون، وإن كانوا من سلالة رجل واحد.
شَرَه النفوسِ على الجسومِ بليَّةٌ ... فتعَوَّذوا من كُلِّ نفسٍ تَشْرَهُ
شره النفس بلاء الجسد، ونعوذ بالله من نفس شرهة.
شَطَّ وصلُ الذي تُريدينَ مِني ... وصغيرُ الأمورِ يَجْني الكبيرا
لقد زال حبي لك لإساءتك إلي، والصغير من الأمور يجني الكبير منها.
شفيعُ ذنبِ المُذنبِ الإِقْرارُ ... وتَوْبةُ المُقَصِّرُ اعتِذارُ
الإقرار بالذنب شفاعة له، وقد تاب من اعتذر.
شكرتُكَ إِن الشكرَ دَيْنٌ على الفتى ... وما كُلّ مَن أوليتَهُ نِعمةً يَقضي
1 / 19