[معنى الرضا والغضب في حق الله تعالى]
الرضا من الله سبحانه وتعالى: ليس برقة كما هو في المخلوق، لأن الله تعالى لا تحله الأعراض التي هي من توابع الأجسام، تعالى سبحانه عن مشابهة المخلوق، ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)).
إذا فالرضا من الله سبحانه وتعالى هو: الحكم باستحقاق الثواب وزيادة الهدى والتنوير والألطاف.
والغضب: هو الحكم باستحقاق العقاب، وسلب الهدى والتنوير، والألطاف الزائدة على الهداية العامة التي لا يصح التكليف للمكلف إلا بوجودها.
والدليل على ما قلنا: أن الرضا والغضب بمعناهما الحقيقي لا
يجوزان على الله تعالى، لأن العرض من خصائص الأجسام كما قدمنا بيان ذلك، فإذا أطلقا على الخالق تعالى فإنما هما كناية عما ذكرنا، والكناية أبلغ من التصريح بإجماع أئمة البيان، والكناية باب عريض عند العرب، فلم نخرج في تفسيرنا عن لغة العرب واستعمالاتها.
[الإرادة والكراهة]
الله سبحانه وتعالى مريد لا بإرادة، كما أنه سبحانه وتعالى فاعل لا بحركة، والإرادة قد ذكرها أئمتنا عليهم السلام وحققوا معناها، إذا أطلقت على الباري تعالى، والمذكور في تفسيرها عنهم قولان ذكرهما المنصور بالله في الأساس:
الأول: أنها نفس المراد، وذلك لاستحالة المعنى الحقيقي في حقه تعالى، لأنها بمعناها الحقيقي عرض، وقد عرفت أن الأعراض من خصائص الأجسام.
الثاني: أنها علم الله سبحانه باشتمال الفعل على الحكمة والمصلحة، فإذا علم سبحانه باشتمال الفعل على ذلك في وقت خلقه.
صفحه ۴۲