قوله تعالى: ((وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء))، فقد تعلق أهل الظاهر بهذه الآية واثبتوا لله يدين اثنتين، وأئمتنا عليهم السلام وموافقوهم قالوا في تفسير ذلك: إن اليهود عليهم اللعائن وصفوا الله جل جلاله بالبخل وعبروا عن ذلك على طريق الكناية التي هي أبلغ من التصريح بقولهم يد الله مغلولة، ورد الله سبحانه عليهم بطريق الكناية أيضا بأبلغ من كنايتهم حيث ثنى اليدين.
هذا وغل اليد وبسطها كنايتان عن الإمساك والإنفاق في الاستعمال
العربي، وقد جاءت في القرآن قال تعالى: ((ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)) [الإسراء: 29]، معنى هذه الآية هو معنى قوله تعالى: ((والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)) [الفرقان: 67].
[بحث في الكناية والمجاز]
والكناية كثيرة عند العرب، وفي استعمالها والقرآن نزل على لغتها، ومن كنايات العرب: هو عفيف الإزار، تكني بذلك عن الفرج.
ما وضعت موسه عنده قناعا، تكني بذلك عن العفيف.
لعق أصبعه، كناية عن الموت.
وكذا أصفرت أنامله بمعنى مات.
زلت نعله كناية عن الخطأ والغلط، وتارة عن اختلال الحال بالفقر.
ويقولون للمقتول: ركب الأشقر، الأشقر الدم.
وللمقيد حمل على الأدهم.
صفحه ۳۰