[معنى الرحمة في حق المخلوق]
الرحمة بمعناها اللغوي: عرض يجده الحيوان في قلبه كما يجده الوالد لولده ونحوه، وهي بهذا المعنى من خصائص المخلوقات.
فإذا أطلقت على الخالق جل وعلا كان المعنى غير الذي أطلقت عليه
في المخلوقات قضاءا بنفي المماثلة المعلوم من قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)).
[معنى الرحمة في الخالق]
فيكون معناها إذا أطلقت على الله تعالى أنه ذو الإنعام بجلائل النعم ودقائقها، فهي من صفات الفعل التي أطلقت باعتبار أفعال الله تعالى، فالرحمن الرحيم ذو الرحمة صفات لله تعالى باعتبار أنه أنعم على خلقه بأصول النعم وفروعها، وقد سمى الله تعالى بعض تلك النعم رحمة قال تعالى: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) [يونس: 58]، وقال تعالى: ((وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته)) [الفرقان: 48].
فرحمة الله تعالى هي أفعاله التي أنعم بها على خلقه كما وصف جل وعلا بخالق ورازق لفعله الخلق والرزق.
قال أمير المؤمنين عليه السلام فيما رواه عنه السيد حميدان:
"يقول ولا يلفظ، ويريد ولا يضمر، ويبغض ويغضب من غير مشقة".
[الكلام في حق المخلوق والخالق]
الكلام إذا نسب إلى المخلوقين من البشر، مباين للكلام الصادر عن ذي العزة والجلال، إذ لا مشابهة بين الخالق والمخلوق، بدليل: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)).
فكلام الله سبحانه بغير آله فلا حلق، ولا لسان، ولا حنك، ولا خيشوم، ولا شفة تعالى سبحانه عن ذلك، إذ لا يحتاج إلى هذا إلا المخلوق الضعيف.
صفحه ۲۴