الفائزين) دنيا وأخرى (صلى الله وسلم عليه) الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن غيرهم التضرع والدعاء.
وقال بوجوب الصلاة عليه ﷺ كلما ذُكِرَ اسمُة جماعة، منهم ابن بطة من الحنابلة، وشيخنا البَلْبَانيُّ، والحُلَيْمِى من الشافعية، واللَّخْمِيّ من المالكية، والطَّحَاوِيُّ من الحنفية (١) (وعلى جميع الأنبياء والمرسلين) عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد ما هو كائن في علم الله تعالى إلى يوم الدين (وعلى آل كلٍّ) من جميع الأنبياء والمرسلين (وصحبه) نقل الخطيبُ عن الإِمام أحمد، ﵀، قال: أصحاب رسول الله ﷺ من صَحِبَه سنةً أو شهرًا أو يومًا أو ساعةً أو رآه فهو من أصحابه" وهذا مذهب أهل الحديث، نقله عنهم البخاري وغيره (٢) (أجمعين) تأكيد للآل والصحب، لإِفادة الإِحاطة والشمول.
(وبعد) يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، أي من كلامٍ إلى كلامٍ آخر، استحبابًا في الخطب والمكاتبات. (فهذا) إشارةٌ إلى ما استحضره في ذهنه، وأقامه مقام الملفوظ المقروء الموجود بالعيان، سواء كانت الخطبة قبل التأليف أو بعده، بناء على أن مسمى الكتاب الألفاظ من حيث دلالتها على المعاني. (مختصر) أي كتابٌ مختصر اللفظ تامُّ المعنى، (في الفقه) وهو لغةً: الفهم، وعُرْفًا: معرفة الأحكام الشرعيّة الفرعية (٣)، بالفعل أو بالقوّة القريبة. والفقيه: من عَرَف جملةً غالبةً منها كذلك، (على المذهب الأحمد) أي المرضيّ، (مذهب) بفتح الميم،
_________
(١) وأما السلام فهو بمعنى التحية، أو السلامة من الرذائل والنقائص، أو الأمان له ولأمته ﷺ (كـ).
(٢) يعني من رآه مؤمنًا ومات على ذلك. وقيل: لا يكون صحابيا إلا من طالت صحبته. وقيل غير ذلك. وانظر فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي ٤/ ٢٨ - ٣١
(٣) أي خلاف الأصولية، فليست معرفة القواعد الأصولية -في الاصطلاح- من الفقه.
1 / 36