نیازک در تاریخ انسانی
النيازك في التاريخ الإنساني
ژانرها
يروي ابن الجوزي في معرض تأريخه لأحداث هذه السنة:
58 «... وفي ليلة الأربعاء لثمان بقين من رمضان طلع كوكب الذؤابة (مذنب). وفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة انقض كوكب كضوء القمر ليلة التمام ومضى الضياء وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراع برأي العين وتشقق بعد ساعة.» وأورده ابن كثير ، نقلا عن ابن الجوزي:
59 «قال ابن الجوزي: وفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة انقض كوكب كضوء القمر ليلة التمام، ومضى الضياء وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراع برأي العين، وتشقق بعد ساعة.» لكن ابن الأثير يورد الخبرين ضمن أحداث سنة 393ه:
60 «... في هذه السنة، في رمضان، طلع كوكب كبير له ذؤابة (مذنب)، وفي ذي القعدة انقض كوكب كبير أيضا كضوء القمر عند تمامه، وانمحق نوره وبقي جرمه يتموج.»
سنة 396ه
يصف الشيخ الرئيس ابن سينا (980-1037م)، في كتابه الطبيعيات: الفن الخامس من الطبيعيات «المعادن والآثار العلوية» من موسوعة «الشفاء» حادثة سقوط نيزك كبير في هذه السنة، على منطقة «جوزجانان» [جورجان - جوزجان - جرجان] التي تقع الآن ضمن حدود أفغانستان؛ إذ يذكر:
61 «وقد صح عندي بالتواتر ما كان ببلاد جوزجان، في زماننا هذا الذي أدركناه، من أمر جديد لعله يزن مائة وخمسين منا. نزل من الهواء فنقر في الأرض، ثم نبا نبوة أو نبوتين نبو الكرة التي ترمي بها الحائط، ثم عاد فنشب في الأرض. وسمع الناس لذلك صوتا عظيما هائلا. فتعذر نقله لثقله، فحاولوا كسر قطعة منه، فما كانت الآلات تعمل فيه إلا بجهد. وحكي أن جملة ذلك كان ملتئما من أجزاء جاورسية صغار مستديرة، التصق بعضها ببعض.» ويلمس البيروني، الذي عاصر الحدث، الموضوع في كتابه «الجماهر في معرفة الجواهر»، أثناء وصفه للحديد ضمن الفلزات الأخرى التي عرض لها، ويقدم فرضية مخالفة لابن سينا عن أصل المواد الصلبة التي تسقط أثناء ما كان يطلق عليه الكتاب القدامى «الصواعق»؛ إذ عاد لما كان يتصوره الفلاسفة القدماء من أن هذه المواد إما مقذوفات من باطن الأرض، أو هي منقولات من على سطحها، كما يحدث في حالة الأعاصير الشديدة التي تكتسح في طريقها الأحجار ثم تلقى بها في مواقع أخرى، كما يؤكد أن حديد النيزك لم يكن جيدا؛ إذ يقول:
62 «... فليس إلا الريح التي مع الرعود والبروق والصواعق وهي سببها تحمل الفلزات من مواضع أخر؛ إما من ظهر الأرض وإما مرمية بالمردغات من بطنها - يشهد له الحديد الواقع منذ سنين بالجوزجان إذ كان أنجرا بحريا على ما شهد أحد المحصلين فيه من مشابهة بعد تغير شكله بما غشيه من الإحماء في قوة الرمي ولم يكن جوهره بجيد؛ إذ ليس تختار الأناجر من أجود الحديد فإن الغرض فيه الثقل فقط.» ويقدم ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور» وصفا للحدث في معرض حديثه عن فحص حجر صاعقة غير حقيقية ضمن أحداث سنة 916ه:
63 «... ومما حكى عن أمر الصاعقة الحقيقة أنه في سنة ست وتسعين وثلاثمائة (ه) وقعت صاعقة عظيمة بجرجان، فرجت لها الأرض وسقطت من هولها الحوامل، فخرج الناس إلى مكان سقطت فيه، فوجدوها قد ساخت في الأرض على قدر قامة، فنبشوا عليها فوجدوها قد بقيت قطعة حديد قدر مائة وخمسين منا [المن وحدة وزن قديمة، تختلف باختلاف البلدان، وربما يقدر الوزن بحوالي 280كجم أو أكثر]، وهي أجزاء جاورسية صغار مستديرة قد التصق بعضها ببعض، فسمع بذلك السلطان محمود بن سبكتكين صاحب خراسان، وهو أول من تلقب بالسلطان، فكتب إلى عامل جورجان بنقل هذه القطعة الحديد، فتعذر عليهم نقلها، فحاولوا كسر قطعة منها فلم تعمل فيها الآلات، فعولج كسر قطعة منها بعد جهد كبير فحملت إليه، فرام أن يصنع منها سيفا له فتعذر ذلك ولم يتم له ما أراد.» وعدم القدرة على تشكيل سيف منها، يعني أنها لم تكن حديدا خالصا، مما يؤكد أن النيزك كان حديديا-حجريا، ولم يكن نيزكا حديديا.
64
صفحه نامشخص