النوادر الطبية التي كتب بها يحيى بن ماسويه
~~الى حنين بن اسحق حين انقطع عن مجلسه.
جنبك الله أيها الابن الرشيد موطن الحيرة وثبتك على طريق
~~الخيرة وجعل لنا حظا من المثوبة على ما كنا أردناك به من
~~النافعات وجعل لك نزعة الى ذلك وتمم آمالك الموصولة بآمالنا
~~فيك.
صفحه ۱۰۶
~~ولعمري يا بني ما كان ابطائي عنك في ما كنت
~~سألتني اخراجه اليك من النوادر الطبية الا امتحانا مني
~~لهمتك وحرصا على الوقوف على حرصك، وقد تفرست فيك أدلة
~~النجح وألوت فى مخاطبتك من الملق الذي حذرنا الافاضل عنه،
~~وحسبك علما أني في طلب الارتباط بمحبتك والنزوع
~~الى ما ترغبه مني غير ممتنع عليك ولا مقبل على سواك.
صفحه ۱۰۸
~~جمل جعل الله همتك موصولة برضوانه نافعة لعباده، وبارئنا
~~عز وجل قدير على ذلك، وقد كتبت اليك وخاطبتك بالفصول التي
~~سألتني، والله المعين على بلوغ مرادك
صفحه ۱۱۰
الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج بما تنصه
~~الكتب دون اعمال الحكيم الماهر رأيه خطر
النفس المطبوعة تعين الصناعة الطبية والطبيعة
~~المدبرة، وبالضد
الاستكثار من قراءة كتب الحكماء والاشراف على
~~أسرارهم نافع، فان لكل حكيم نزعة عظيمة الخطر
صفحه ۱۱۲
العمر يقصر عن الوقوف على فعل كل نبات الأرض
~~فعليك بالأشهر مما اجتمع عليه ودع الشاذ واقتصر على ما
~~خبرت
ينبغي لنا أن نعذر الأفاضل في عظيم ما تكلفوا
~~لا سيما جالينوس وأن نحسن الظن بهم حتى يأتي علم الطب
~~فنسيء الظن بهم ونتهم ما لم يشهد البرهان بصحته، فالذي
~~نعالج به جوهر لطيف
صفحه ۱۱۴
لا يعصم من فيه الطبيعة البشرية من الخطاء،
~~لا سيما ان تكلف عظيما أو ابتدع لطيفا
من لم يعن بالأصول الطبية والعلوم الفلسفية
~~والقوانين المنطقية والأركان الرياضية وعدل الى اللذات
~~الدنياوية فاتهمه، لا سيما في صناعة الطب
متى اجتمع جالينوس وارسطاطليس على معنى
~~فذلك، ومتى اختلفا صعب على العقول صوابه جدا
صفحه ۱۱۶
الحيوان بالبارد الرطب غذاؤه وبالحار الرطب
~~حياته
القوة والقوى الحيوانية والطبيعية المستعملة
~~بالألفاظ المختلفة في كتبنا واحدة، وانما اختلفت باختلاف
~~الموضوع لقبولها
الامتزاج الطبيعي مجاورة لا انقسام وراءها بالفعل
كما أن أخلاق النفس وأشكال الصور موروثة عن
~~الأباء والأجداد كذلك الأمراض المزمنة موروثة عنهم، لا سيما
~~في الأعضاء الرئيسية
صفحه ۱۱۸
اذا عالجت فبما يقرب من الاعتدال وتطيب رائحته
~~وان أمكن أن يغتذى به فذلك الغاية
ارتباط النفس بالجسم على تأليف عددي يحفظه،
~~فلا تعالج بما ينقض المزاج بقوة مثل الأدوية القوية، لاسيما
~~ما كان في الجزء الثالث
صفحه ۱۲۰
تأليف الأجسام الحيوانية على أشكال تأليفية عددية،
~~فلا تهجم بالعلاج بالأشياء القوية التي تحيل التركيب وتفتح
~~الجسم وتحلله وتخلخله فينتقض التأليف الى تأليف غيره
الأدوية القابضة العطرية القريبة من الاعتدال
~~مخصوصة بحفظ القوى الطبيعية وتقوية الأعضاء الرئيسية
صفحه ۱۲۲
مل في علاجك الى ما يقوي القوى الطبيعية فانا ان
~~قويناها كفتنا تدبير المرض، وان أغفلنا تقويتها لم يغنينا
~~تدبيرنا المرض بالأدوية
الكبد والمعدة موضوعتان لصناعة الطبيعة للأغذية
~~كالآلة، فمتى دخلت عليهما علة انتقض مزاج الجسم وحول
~~الطبع
صفحه ۱۲۴
الأمراض الحارة أقتل من الباردة لسرعة حركة
~~النار
متى عرض في الجسم عارض فلا تعالج بما يضر أو
~~يخالف الأعضاء الرئيسية فانا ان فعلنا ذلك أضررنا من حيث
~~نظن انا ننفع
النفس تابعة لمزاج البدن فمتى عرضت علة لاسيما
~~في الأعضاء الرئيسية، فلا تدع معالجة النفس بما يشم وينظر
~~اليه ويفرح به ويطيب سماعه، فذلك باب عظيم من العلاج
صفحه ۱۲۶
شرب بعض الأدوية لا سيما التي تفعل في أعالي
~~البدن بعد العشاء وعند النوم أوفق لتجذب عن الأعضاء
~~العليا بتخفف عن الحواس، لأن الطبيعة عند ذلك في
~~باطن أجسامنا
اذا كان المرض منحرفا عن الاعتدال جدا فلا ينبغي
~~أن يداوى بضده المخرف المحرف عن الاعتدال جدا، لا سيما في أمراض
~~الأعضاء الرئيسية
صفحه ۱۲۸
ينبغي لنا أن نعالج عضوا الا بدواء ينحو الى
~~المشابهة بمزاج ذلك العضو ولو قليلا
ينبغي لنا متى استطعنا ألا نعالج عضوا الا بدواء
~~ينحو الى المشابهة بما يغتذي به ذلك العضو، وان كان
~~الدواء غذائيا كان أفضل
معالجة الضد بالضد على سبيل المنافرة، لا على
~~سبيل الامتزاج
صفحه ۱۳۰
المرضى المنهوكون ينبغي أن يعالجوا ويغذوا بما
~~يسهل انفعاله للطبيعة ويقرب من الاعتدال في كيفيته وكميته
اقتصار الطبيب على ما قل من الأدوية ليصح عنده
~~نفعها، لأن الأدوية المفردة غير متناهية والاشتغال بكثرتها
~~يشغل عن الوقوف على حقائق منافعها.
~~والخواص مبهمة، لأن من الأوائل من قد أتى الى دواء وهو يفعل
~~فعله بطبيعته وظن أن ذلك الفعل بخاصيته فسماه خاصة
صفحه ۱۳۲
ينبغي لنا ان عالجنا بدواء من جهة خاصته ألا
~~نغفل طبيعته بل نحتفل بها فالطبائع أبين وأشد تميزا
تمييز الطبيعة للأخلاط على الطريقة النافعة في
~~الشتاء والربيع أكثر وفي الصيف والخريف أفل أقل ، وعلاج الأمراض
~~عند قوة عناية الطبيعة أنجع
متى قبلت الأعضاء الرئيسية الأمراض دأبا دل ذلك
~~على انحلال البدن
صفحه ۱۳۴
متى استطعنا على تسكين الخلط وتقوية الطبيعة على
~~تلطيفه وتحليله كان أحسن من اخراجنا الخلط بالاسهال أو
~~القيء واضعاف الطبيعة اذ ليس مقيئ ولا مسهل الا ولا بد أن
~~يضعف الطبيعة، ونفعل هذا بجهد متى أمنا ألا يندفع الخلط مع
~~التسكين الى عضو رئيسي، فان لم نأمن تحيلنا في اخراج ذلك
~~الخلط بلطف
صفحه ۱۳۶
الناقهون من العلل متى خرج لهم خراج فلا
~~تعالجه بما يسكنه ويردع مادته لضعف فوى قوى أعضائهم، لأن حاجتنا
~~الى أن نقوي طبائعم طبائعهم وأعضاءهم الرئيسية أكثر من حاجتنا
~~الى تقليل المادة، وقد نستطيع أن نكفيها الخلط باخراجنا
~~له ولا نستطيع أن نكفيها حكمتها في تقوية الأعضاء الرئيسية
~~وعنايتها بها
صفحه ۱۳۸
ليكن ما يخرجه من الدم أهل الاقليم الخامس
~~والسادس أكثر وما يخرجه أهل السابع والأول والثاني
~~والثالث والرابع أقل
اذا كان ورم في عضو رئيسي لا يحدث وجعا دل على أن
~~الطبيعة قد خلت عن تدبيره، ولا سيما ان كان من صفراء أو دم،
~~وقلما يكون لا يحدث وجعا الا في الندرة
صفحه ۱۴۰
أصحاب الأبدان الباردة والرطبة بالطبع ما يصل الى
~~أبدانهم من الغذاء قليل وما ينفش عنها أقل، وبطونهم لينة في
~~أكثر الأمر وأمراضهم بطيئة البرء
أصحاب الأبدان الحارة اليابسة ما يصل اليها
~~من الغذاء كثير وما ينفش منها أكثر جدا، وبطونهم
~~يابسة في أكثر الأمر وأمراضهم سريعة البرء
صفحه ۱۴۲
الناقهون من العلل اذا اشتهوا من الطعام ما
~~يضرهم فينبغي للطبيب أن يتحيل في تدبير ذلك الطعام وصرفه الى
~~كيفية موافقة، لا يمنعهم ما يشتهون الا أن يكون مخوفا
~~.
ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبدا الصحة ويرجيه
~~.فيها وان كان غير واثق بذلك، فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس
صفحه ۱۴۴