بكف فتى من قومه غير جيدر
يعض بها عليا هوازن والمنى
لقاء أبي جزء بأبيض مبتر
فبلغ خالد بن جعفر قوله فلم يحفل به، فقال عبد الله بن جعدة وهو ابن أخت خالد، وكان رجل قيس رأيا لابنه: يا بني ائت أبا جزء فأخبره أن الحارث بن ظالم سفيه موتور فأخف مبيتك الليلة، فإنه قد غلبه الشراب، فإن أبيت فاجعل بينك وبينه رجلا ليحرسك، فوضعوا رجلا بإذائه، ونام ابن جعدة دون الرجل، وعرف أن عروة وابن جعدة يحرسان خالدا، فأقبل الحارث فانتهى إلى ابن جعدة فتعداه، ومضى إلى الرجل وهو يحسبه خالدا فأكب عليه حتى أعدمه الرشاد ثم مال إلى خالد وهو نائم فضربه بالسيف فقتله، فقال لعروة: أخبر الناس أني قتلت خالدا، وقال في ذلك:
ألا سائل النعمان إن كنت سائلا
وحي كلاب هل فتكت بخالد
عشوت إليه وابن جعدة دونه
وعروة يكلا عمه غير راقد
وقد نصبا رجلا فباشرت جوزه
بكلكل مخشي العداوة حارد
صفحه نامشخص