في كل فن لاح في أفنانه
وطيوره من كل نوع أنشدت
جهرا بأن الدهر طوع عنانه
ملك إذا ما جال في يوم اللقا
وقف العدو محيرا في شانه
والنصر من جلسائه دون الورى
والسعد والإقبال من أعوانه
فلأشكرن صنيعه بين الورى
وأطاعن الفرسان في ميدانه
فطرب كسرى ومن حضر، وقال له المنذر: حياك الله يا شاعر العرب، ما أرق شعرك وأعذب، ولما أراد عنترة الرحيل قال له كسرى: لو أعطيك يا عنترة على كل بيت ألف دينار لكان قليلا في مقابلة أبياتك الحسان، لأن العطايا تنفد ومدحك يبقى على طول الزمان، فاطلب ما شئت وأطلق في ميدان الطلب لسانك، فشكره عنترة، وقال: لقد كفيت أيها الملك بجودك عن طلب المال، ولكن إذا تلطف الملك وتكرم انطلق لسان العبد وتكلم، فإني قد بلغت بإحسانك هذه الرتب العليا ولا أعود إلا بما أفتخر به على الغير وأزين به ابنة عمي عبلة بنت مالك فأمر له كسرى بتاج من الذهب وجواهر كريمة وحلي.
صفحه نامشخص