191

نوادر الکرام

نوادر الكرام

ژانرها

حكي أن أحد أصحاب المروءة كان له جار فقير، فبينما كان ذات يوم مارا بدار ذاك الرجل إذ سمع ابنته تقول لأمها: يا أمي ليس عندنا الليلة ما نأكله، فقالت لها أمها: صبرا لعل الله يشفق علينا فينقذنا من مخالب الجوع، فلما سمع الرجل ذلك بكى من الحنان، وقال لابنة له: خذي هذه الدراهم إلى بيت فلان جارنا ولا تدعي أحدا يراك أو يعلم بما تفعلين، فذهبت الابنة إلى بيت الفقير فرأت بنته في الباب فأعطتها الصرة وقالت ساترة وجهها: خذي هذه الدراهم، فسألتها عن اسمها فلم تجب، فعادت إلى أمها بتلك الصرة، فقالت لها: من أعطاك هذه؟ فقالت: لا أعلم لأن الذي دفعها إلي كان متنكرا، فأخذت تدعو وأهل البيت لذلك الرجل المحسن الذي بعثه الله إليهم من حيث لا يدرون.

عنترة وشداد وسمية

غضب شداد يوما على ابنه عنترة وكان قد وشي به إليه أحد حاسديه، فهم بضربه وكان فتى صغيرا، فمنعته سمية فلم يمتنع بل نزل عليه بسوط كان في يده، فلما رأت سمية ذلك فاض دمعها وتحدر وأمسكت السوط بيدها فدفعها شداد في صدرها وأراد أن يضربها، فألقت نفسها على عنترة فجذبها فوقع الرداء عن رأسها وبقيت مكشوفة الرأس منزعجة الحواس وقالت: والله ما أمكنك من ضربه حتى تضربني قبله، فرمى السوط من يده، وقال: ويلك يا سمية تهتكين نفسك لأجل هذا العبد ولا تدعيني أصل إليه وقد كنت قبلا تحرضيني عليه، فما الذي أوجب هذه المحبة، فخجلت سمية وأنشدت تقول:

حاشا لربة بيت منك صالحة

كفت يديك فعادت منك بالخجل

تنزه العبد عن أمر عنيت به

حاشا لعنتر من شين ومن زلل

هذا الشجاع الذي عاينت مشهده

يوم النزال كمثل الضيغم البطل

لولاه ما كان في الأحياء من رجل

صفحه نامشخص