11
الرجل.
فلما رأى المأمون كثرة بكائه؛ قال له: يا هذا، قد أحسنا إليك، فما يبكيك؟ قال: يا أمير المؤمنين، وهذا أيضا من صنيع البرامكة، لو لم آت خرباتهم فأبكيهم وأندبهم لما اتصل خبري إلى أمير المؤمنين، ففعل بي ما فعل.
فما كاد ينتهي من كلامه حتى فاضت عبرات
12
المأمون، وظهر عليه الحزن، وقال: لعمري، هذا من صنيع البرامكة، فعلى مثلهم يبكى وإياهم يشكر ولهم يوفى ولإحسانهم يذكر. «يموت الكريم وذكره حي بين من شملهم إحسانه.» (6) هارون الرشيد وأحد الكرماء
1
حكى الأصمعي قال: قصدت في بعض الأيام رجلا كنت آتيه أحيانا كثيرة؛ لكرمه وجوده، فلما أتيت داره وجدت على بابه بوابا، فمنعني من الدخول إليه، وقال لي: والله يا أصمعي، ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك إلا لرقة حاله وقصور يده، وما هو فيه من الضيق. فقلت له: أريد أن أكتب له رقعة،
13
أتوصلها إليه؟ فقال: سمعا وطاعة. فأحضر لي ورقة وقلما ودواة، فأخذت وكتبت له شعرا:
صفحه نامشخص