ثم شهقت شهقة واحدة وأسلمت الروح، فحفرنا لهما قبرا واحدا وواريناهما التراب، ورجعت إلى ديار قومي وأقمت فيها سبع سنين، ثم عدت إلى الحجاز ودخلت المدينة المنورة للزيارة، فقلت: لأعودن إلى قبر عتبة، فأتيت إليه فإذا عليه شجرة عالية عليها عصائب لطيفة الألوان، فقلت لأرباب المنزل: ما يقال لهذه الشجرة؟ فقالوا: شجرة العروسين، فأقمت عند القبر يوما وليلة وانصرفت.
مصرع ثلاثة عشاق في يوم واحد
كانت فتاة جميلة تهوى شابا لطيفا للغاية، وكان الشاب يهوى قينة بديعة الصوت فتانة الملامح لها معرفة بتلك الفتاة، فبينما كانت تلك القينة في مجلس مع الشاب أنشدت له هذين البيتين:
علامات ذل الهوى
على العاشقين البكا
ولا سيما عاشق
إذا لم يجد مشتكى
فقال لها الشاب: أحسنت يا سيدتي، أفتأذنين لي أن أموت؟ فقالت له القينة: نعم، إن كنت عاشقا فمت، فوضع الشاب رأسه على وسادة وأغمض عينيه، فحركوه فإذا به ميت، ولما سمعت الفتاة التي تهواه بخبر موت حبيبها توسدت على منواله فحركوها فإذا بها ميتة، فجهزوها مع الشاب وساروا في جنازتهما، فبينما هم في الطريق رأوا جنازة ثالثة فسألوا عنها فإذا هي جنازة القينة، فدفنوا الثلاثة في يوم واحد.
غسان بن جهضم وزوجته أم عقبة
كان غسان بن جهضم مفتونا بحب ابنة عمه أم عقبة، وكانت من أجمل النساء وأحسنهن وأفضلهن خصالا، فلما حضرته الوفاة جعل ينظر إليها ويبكي، ثم قال لها: إني منشدك أبياتا أسألك فيها عما تصنعين بعدي وأرجوك أن تصدقيني، فقالت: قل فوالله لا أكذبك أمرا، فأنشد:
صفحه نامشخص