سريعا ولم يبلغ مرادا يحاوله
ثم إنه لزم الوساد أياما فسألت أمه عن ذلك فأطلعها الخبر فإذا هي ظريفة بنت صفوان بن وائلة فمضت إليها وأعلمتها القصة وتضرعت إليها أن تزور بيتهم علها تشفي ما بابنها، فقالت: إن الوشاة كثيرون، ولكن خذي الشعر إليه فإن أمسكه فإنه يشفى، فلما ذهبت إليه جعل يتنشفه فعادت إليه نفسه شيئا فشيئا فصار يأتي قريبا من بيتها فيتسارقا النظر إلى أن فطن أهلها فآلوا على قتله فسار إلى اليمن، وكان كلما اشتد شوقه قبل الشعر وجعله على وجهه فيستريح لذلك، ففي ذات يوم بعث ولدا نحو بيتها فسمعها تنشد وتقول:
رعى الله من هام الفؤاد بحبه
ومن كدت من شوقي إليه أطير
لئن كثرت بالقلب أتراح لوعة
فإن الوشاة الحاضرين كثير
فإن لم أزر بالجسم رهبة عاذل
فللقلب آت نحوكم فيزور
فعاد الصبي وأنشد له الأبيات فأغمي عليه ساعة ثم أفاق وأنشد:
أظن هوى الخود العزيزة قاتلي
صفحه نامشخص