لما ندر أهل بثينة دم جميل وأهدره لهم السلطان ضاقت الدنيا بجميل، فكان يصعد بالليل كثيب الرمل ويتنسم الريح من نحو حي بثينة ويقول:
أيا ريح الشمال أما تريني
أهيم وإنني بادي النحول
هبي لي نسمة من ريح بثن
ومني بالهبوب إلى جميل
وقولي يا بثينة حسب نفسي
قليلك أو أقل من القليل
فإذا ظهر الصبح انصرف، فكانت بثينة تقول لجوار من الحي عندها: ويحكن! إني لأسمع أنين جميل من بعض الغيران، فيقلن لها: اتقي الله فهذا شيء يخيله لك الشيطان لا حقيقة له.
لقاء جميل وكثير عزة
اجتمع كثير بجميل يوما فقال له: يا جميل أرى بثينة لم تسمع قولك:
صفحه نامشخص