نقشت في الدجى نهارا فما اد ... ري اخط فيهن ام تصوير أسيف قاطع. ام بريق لامع. ام فلك دائر. ام قلم سائر. يجري بما شاء مولانا الملك خوارزم شاه أدام الله ملكه باديا وعاديا. ويخدم ارادته راكعا وساجدا. ويقبل قرطاسه. كما يقبل الشاكر بساطه ويفتح له ابواب الجنان المثمرة المونقه. كما يفتح امره حصون البلاد المستغلقة. فهو الدقيق مرآه. الجليل معناه. الصغير شكله الكبير فعله. القريب صوته. البعيد صيته. وكم من منايا وعطايا. تتضمن ما سطره. وكم نعم ونقم تصدر عما يورده ويصدره ويا له من ساحر النفس بالنفس. يغرس الياقوت والدر في أرض الطرس. ويطرز بالظلام رداء الشمس. وسبحان من علم بالقلم. علم الانسان مالم يعلم. وهو عز ذكره المسئول ان ينظر للدين والدنيا باطالة بقآء مولانا وادامة ايامه. ويسخر الزمان بصرير اقلامه. وصليل حسامه. ما ضحك القرطاس ببكاء القلم. وابيض ليل المراد عن نهار الحكم
باب
في القلم
" رسالة في حل قول الشاعر "
اصم سميع ساكن متحرك ... ينال جسيمات العلى وهو اعجف
" وقول الآخر "
واخرس منطيق نحيف من الضنا ... يصح على طول الزمان ويسقم
جليل خطير يعلم الناس انه ... قليل مهين قد يهان ويكرم
" وقول الآخر "
ظلت ابكي عليهم ولجنبي ... متحل بحلية العشاق
ناحل جسمه كأن يد الده ... ر غذته منها بكأس دهاق
مرهف في لسانه للعطايا ... والمنايا مجاج ريق مراق
" وقول المتنبي "
نحيف السرى يعدو على ام رأسه ... ويحفي فيقوي عدوه حين يقطع
" وقول الآخر "
وأخرس ينطق بالمحكمات ... وجسمانه صامت أجوف
بمكة ينطق في خفية ... وبالشام منطقه يعرف
وسائر أوصاف القلم وخصائصه من كتاب المؤنس الأدبا وغيره مما ينطق الكتاب بايراده كله وأول الرسالة في طريق اللغز وأخرها في ذكره العالي. ثبته الله ما دامت الايام والليالي ما أصم أخرس بليغ ضعيف قوي مهين عزيز دقيق الجسم جليل الفعل نحيل الشخص سمين الخطر. حقير المنظر. شهير المخبر. خفيف المحمل. ثقيل الموقع صغير الجرم. عظيم الجرم. يجمع اوصاف العشاق. في النحول والاصفرار والدمع المراق. ويحاكي أفعال الدهر. في النفع والضر. والجمع بين الأرى. والشرى وشوب الغنم. بالغرم. والملك. بالهلك ويجري بالنحوس والسعود. بين القيام والقعود. ويقضي بالسراء والبأساء. إذا ضحك القرطاس بالبكاء. ويحكم بالقضايا والمنايا والعطايا. ممتطيا خمس مطايا. وفي احد سنيه ريق الصل يزجه. وفي الآخر لعاب النحل يمجه. وفي احد جانبيه البلاء الواقع. والسم النافع. وفي الآخر الدواء النافع. والشفاء الجامع. فاذا أعيا وكل وعي واعتل قطع رأسه فعاد صحيحا. ونطق فصيحا. حتى كأنه الشمعة عزها في ذلها. وحياتها في قتلها. ومن خصائصه انه ينطق في خفية بالمشرق. فيعرف بالمغرب ما يسره من المنطق. ومن لطائفه انه يكشف عن الضمير ويحصل ما في الصدور. ويقسم الناس بين القبور والصدور. ولا أطيل عليك يا سيدي بذكر أو ابده وفوائده ووصف عوايده وعوائده. هو القلم الذي علم الله به أولا. وحلف به أخرا. وجعله كتاب وحيه. ولسان أمره ونهيه. فالعلوم من آثاره. والآداب من ثماره. والسيوف والرماح من خدمه وما منا إلا متحمل نعمه ونقمه. والله دره أخا سما إلى سماء الفضل. وفلك المجد. وينبوع الجود من يد مولانا الملك المعظم خوارزم شاه ولي النعم أدام الله سلطانه. وثبت أركانه. فطفق يخدم عالي فكره. ويقف كيف يشاء عند امره. ويستخرج در طبعه من بحر علمه. ويرصعه تاجا على مفرق دهره. فهناك الجمال بجملته. والكمال بكليته. والبلاغة بجوامعها. والبراعة في أحسن معارضها. وهناك حر الكلام يقطر منه ماء الشرف. ويلوح عليه شعاع الكرم. فكم له من توقيع يملك رق الحسن والاحسان. ويقع موقع الماء من العطشان. أعاذ الله مولانا من عين الكمال ونوائب الزمان ولازالت آثار يده العاليه قبلة توجه اليها صلوات التعظيم ويوقف عليها طواف الاجلال والتقديم. آمين اللهم آمين
باب
المكارم والجود
" رسالة في حل قول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه "
صفحه ۳