فسم غدا أنتظر وقته ... فكل غد بعده الف غد قد طال المطال أطال الله بقاك سيدي كأني اعوج. منه على عوج. أو أرى به ظل الرمح. وأشاهد عمر النسر. أو أعاني ليلة الهجر. أو أعاين يوم الحشر. ولست أشبه نوالك بياجوج في قصره. وقلته وصغره. فهو اقصر من انملة نمله. واقل من ذرة واحدة واصغر من عنفقة. ولقد جربتك لو نفعت التجارب. وكشفت لي منك العواقب. عن مواعيد فيها من الريح شبه. وانها من البرق الخلب سبب. وبينها وبين العارض الجهام نسب. فحتى متى اصلحك الله تجرني على شوك المطل. وتحرمني ثمرة الوعد وتعللني بغد وما بعد غد. ولا أرى لك يدا فوق يد. اما حان ان تنص على اليوم المعتمد . وتدعني من كثرة ذكر الغد فانه بعيد الأمد. متصل بالأبد " اخرى في حل قول الشاعر "
سألتك حاجة فأجبت فيها ... بأحسن ما يكون من الجواب
فلما رمتها رمت الثريا ... فصارت حاجتي فوق السحاب
" وقول ابي نواس
وعدتني وعدك حتى إذا ... اطمعتني في كنز قارون
جئت من الليل بغسالة ... تغسل ما قلت بصابون
" وقول ابي العيناء "
اني لا اعجب بل فعالك اعجب ... من طول تردادي إليك وتكذب
وتقول لي قولا أظنك صادقا ... فاجئ من طمع إليك واذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس ... قالوا مسيلمة وهذا اشعب
سألتك اصلحك الله حاجة خفيفة المؤنة عليك. ثقيلة المنة لك. فجمعت لي فيها بين احسن الجواب. واتم الإيجاب. فلما رمتها كانت والثريا في سمك. ومع العيوق في سمت. وصرت أتصورها مرة بمنقطع التراب. وتارة فوق السحاب. وطال ما اطمعتني في كنوز قارون بمواعيدك المعسولة. ثم أتبعتها بمعاذيرك المغسولة ولست ادري أي حالتينا اعجب. كما لست ادري أيهما اكذب اطمعي فيك الذي يجدد عليك اعتمادي. ويكرر إليك تردادي. أم لسانك الذي يدين بالكذب مذهبا. ويستلين من الخلف مركبا فلو جمعني وإياك محفل غاص. أو ضمنا مجلس خاص. لا قبل بعض أهلهما على بعض يعيبونك ويلعنونك. ويقولون هذا مسيلمة ويعنونك. وهذا اشعب ويعنوني. والى الطمع الكاذب ينسبونني. وكان مسيلمة اكذب من أظلته الخضراء. واشعب اطمع من اقلته الغبراء. وأخبار ذلك في الكذب قد سارت في البلاد ووردت المياه. وأخبار هذا في الطمع قد طارت في الآفاق وركبت الأفواه. تاب الله علينا من الكذب والبهت ومن الخلف البحت ومن الطمع الذي يهدي إلى الطبع. بمنه ورافته. وسعة رحمته " اخرى في حل قول ابي تمام
ومحجب حاولته فوجدته ... نجما عن الركب العفاة شسوعا
لما عدمت نواله اعدمته ... شكري فرحنا معدمين جميعا
ان طال أيدك الله عجابك. واشتد احتجابك. وتجهم بوابك فكم من محجوب حاولت جنا به. وقصدت بابه. فوجدته نجما يبعد عن العفاه. وحية لا تسمع للرقاه. وحين اعدمني الثرا. اعدمته الثنا. ولما منعني المنح. منعته المدح. فحصلنا جميعا على العدم اما هو فمن الكرم. واما أنا فمن النعم. وهو من الشكر وأنا من الوفر. ولقد احسن بي ما شاء. إذ أساء. أليس قد اعتق عاتقي من رق الصنيعة. ولم يلزمني حفظ الوديعة والسلام " اخرى في حل قول دعبل "
وعدت النعل ثم صدفت عنها ... كأنك تشتهي شتما وقذفا
فان لم تهد لي نعلا فكنها ... إذا اعجمت بعد النون حرفا
وعدتني أيدك الله النعل وما أسعفت. بل صددت عن ذكرها وصدفت. فاستهدفت لسهام الذم واستقذف. فان أهديتها الآن وإلا لبست ثوب المغبون. وكنتها إذا اعجمت الحرف بعد النون. والحازم من بقى العرض بالعرض الأدنى. ولا يعرضه للبلوى والسلام " اخرى في حل قول الشاعر "
صحبتكم عامين في حال غربتي ... ارجى نداكم والجنون فنون
صفحه ۱۳