263

نثر الدر

نثر الدر

ویرایشگر

خالد عبد الغني محفوط

ناشر

دار الكتب العلمية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

محل انتشار

بيروت /لبنان

امپراتوری‌ها
خلفا در عراق
وَكَانَ محمدٌ قَوِيا شَدِيد الأيد، وَله فِي ذَلِك أَحَادِيث مِنْهَا: أَن أَيَّاهُ ﵇ اشْترى درعا فاستطالها، فَقَالَ: لينقص مِنْهَا كَذَا، وَعلم عِنْد موضعٍ مِنْهَا، فَقبض محمدٌ بِيَدِهِ الْيُمْنَى على ذيلها، وبالأخرى على فَضلهَا، ثمَّ جذبه، فقطعها من الْموضع الَّذِي حَده أَبوهُ. وَكَانَ عبد الله بن الزبير إِذا حدث بذلك غضب واعتراه أفكل، وَكَانَ يحسده على قوته.
ابْن عَبَّاس
قيل لعبد الله بن عَبَّاس: مَا منع عليا ﵁ أَن يَبْعَثك مَعَ عَمْرو يَوْم التَّحْكِيم، فَقَالَ: مَا مَنعه وَالله إِلَّا حاجز الْقدر ومحنة الِابْتِلَاء، وَقصر الْمدَّة. أما وَالله لَو وَجه بِي لجلست فِي مدارج نَفسه، نَاقِصا مَا أبرم، ومبرمًا مَا نقص. أطير إِذا أَسف، وأسف إِذا طَار، وَلَكِن مضى قدرٌ وَبَقِي أسفٌ، وَمَعَ الْيَوْم غدٌ وَالْآخِرَة خيرٌ لأمير الْمُؤمنِينَ. قَالَ: أَنِّي زيد بن ثَابت بدابته، فَأخذ ابْن عَبَّاس بركابه؛ فَقَالَ زيد: دَعه بِاللَّه؛ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَكَذَا أمرنَا أَن نَفْعل بعلمائنا. فَقَالَ زيد: أخرج يدك؛ فأخرجها، فقبلها زيدٌ وَقَالَ: هَكَذَا أمرنَا أَن نَفْعل بِأَهْل بَيت نَبينَا ﵇. وَكَانَ يَقُول: تواعظوا وَتَنَاهوا عَن مَعْصِيّة ربكُم؛ فَإِن الموعظة تنبيهٌ للقلوب من سنة الْغَفْلَة، وشفاءٌ من دَاء الْجَهَالَة، وفكاكٌ من رق ملكة الْهوى. وَدخل على مُعَاوِيَة؛ فَقَالَ لَهُ: أَلا أنبئك؟ مَاتَ الْحسن بن عَليّ، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: إِذا لَا يدْفن فِي قبرك، وَلَا يزِيد مَوته فِي عمرك، وَقَبله مَا فجعنا بخيرٍ مِنْهُ، فجبر الله وَأحسن. وَمن كَلَامه: مَا رضى الناء بشيءٍ من أقسامهم كَمَا رَضوا بأوطانهم. وَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: أَخْبرنِي عَن بني هَاشم وَبني أُميَّة. قَالَ: أَنْت أعلم بهم قَالَ: أسمت عَلَيْك لتخبرني. قَالَ: نَحن أفْصح وَأصْبح وأسمح، وَأَنْتُم أمكر وَأنكر وأغدر.

1 / 283