Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud
نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود
ناشر
مركز النخب العلمية
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
ژانرها
كيف يبعث الله رسولَه ﷺ ثم يجعل خاصةَ أصحابهِ وخالص أحبابهِ مجموعة من الكذبة والغششة؟ أيجعلهم حثالةً من المرتدين؟ ! نعوذ بالله.
لقد أثنى الله على صحابة رسوله ﷺ في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، أيعقل أن أولئك نزرٌ يسيرٌ، ونستثني الكثرةَ الكاثرةَ من أصحابه؟ !
لقد رضي الله عمن بايع تحت الشجرة، وهم ألف وأربعمائة، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة وأثنى على من أسلم من قبل الفتح، وكذلك من أسلم بعده، وبَيَّنَ أن الذين أسلموا قبله أفضل، قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد: ١٠].
وَبيَّنَ أيضًا أن زوجات النبي ﷺ كلهن أمهات المؤمنين، فقال تعالى: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: ٦]، ولم يستثنِ أحدًا، وكذلك بَيَّنَ أنه لما خيرهن بين الدنيا وبين البقاء مع النبي ﷺ، اخترن البقاء معه، إلى أن توفي وهن في عصمته ...، ولو اخترن الدنيا أو كفرن لما كان يجوز في الإسلام أن يبقين مع النبي ﷺ، بل يلزمه مفارقتهن.
وأثنى الله على المهاجرين والأنصار كلهم كما في سورة الحشر، فوصف المهاجرين بأنهم هم المفلحون، ووصف الأنصارَ بأنهم هم الصادقون، وبين أن المؤمنين من بعدهم هم الذين يدعون لهم ويستغفرون لهم، وليسوا هم الذين يسبونهم ويلعنونهم صباح مساء، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: ١٠].
1 / 57