مسیحیت و آداب آن در بین عربهای جاهلی
النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية
ژانرها
وقال البعيث يذكر صلاة الرهبان وهم قيام:
على ظهر عاديٍّ كأنَّ أرومهُ ... رجالٌ يتلُّون الصلاةَ قيامُ
(قال) "تلّى فلان صلاته أي أتبع الصلاة أو اتبع المكتوبة التطوّع". ثم كانوا يصلّون على الخمر في التقديس قال الأعشى يصف خمرًا:
لهل حارسٌ لا يبرح الدهر بيتها ... وإن ذبحتْ صلّى عليها وزمزما
ببابلَ لم تعصر فسالت سلافةٌ ... تخالطُ قنديدًا ومسكًا مختّما
ومثله ما رويناه عن أيمن بن خزيم في خمر جرجان: وصهباءَ جرجانيّةٍ لم يطفُ بها=حنيفٌ ولم ينغر بها ساعةً قدرُ
ولم يشهد القسَّ المهيمنُ نارها ... طروقًا ولا صلّى على طبخها حبرُ
والصلاة أكثر ما تتم بالسجود والركوع والتسبيح. وكلّ ذلك قد تكرر ذكره عن نصارى العرب في الجاهليّة. قال المضرّس الأسديّ:
وسخالِ ساجيةِ العيون خواذلٍ ... بجمادِ لينةَ كالنصارى السّجَّدِ
"لينة ماء لبني غاضرة". وكذلك ورد في شعر لبيد مما قاله في الجاهليّة وقد وصف الثور فشبّهه عند أكبابه بالمصلّي الذي يقضي نذرًا:
فبات كأنّهُ يقضينذورًا ... يلوذُ بغرقدٍ خضلٍ وضالِ
(قال الشارح): ويروى: يطيف بغرقدِ. وبات أي الثور أي بات مكبًّا كأنّه يصلي صلاة يقضي بها نذرًا. والغرقد والضال نباتان.
قال آخر يصف راهبًا:
وأشعثَ عنوانٌ به من سجودهِ ... كركبةْ عنزٍ من عنوز بني صخرِ
وأنشد في هذا الباب عن المرأة النصرانية الساجدة:
فكلتاهما خرّت وأسجدَ رأسها ... كما سجدت نصرانةٌ لم تحنَّفِ
ومن عادة النصارى أن يحنوا رؤوسهم إكرامًالرؤسائهم قال حميد بن ثور:
فضولُ أزمتها أسجدت ... سجودَ النصارى لأربابها
ومن قبيل السجود "الركوع" وهو اخفاض المصلّي لرأسه وانكبابه لوجهه. وقد ورد في شعر بني أميّة بن أبي الصلت عن الملائكة قوله:
ملائكةٌ لا يفترون عبادةً ... كروبيّةٌ منها ركوعٌ وسجَّدُ
فساجدهم لا يرفع الدهرَ رأسهُ ... يعظّم ربًّا فوقهُ ويكجّدُ
وراكعهم يحنو لهُ الدهرَ خاشعًا ... يردّد آلء الإلهِ ويحمدُ
وكان الراهب لكثرة صلاته يدعى راكعًا. ومثله الحنيف مرادف الراهب كما مرّ قال: "وكانت العرب في الجاهليّة تسمّي الحنيف راكعًا إذا لم يعبد الأوثان ويقولون ركع إلى الله قال الزمخشري: أي اطمأنَّ. قال النابغة الذبياني:
سيبلغ عذرًا أو نجاحًا من امرئ ... إلى ربّهِ ربِّ البريّة راكعِ
ومن آداب الصلاة "التسبيح" أي شكر الله وتقديس اسمه وتعظيم آلائه جاءت في الشعر الجاهليّ قال أميّة:
سبحانه ثم سبحانًا يعودُ له ... وقبلنا سبّح الجوديُّ والجمدُ
وقال الأعشى:
وسبّح على حين العشيّات والضّحى ... ولا تعبدُ الشيطان واللهَ فاعبدا
وروي بيت عمرو بن عبد الحق للأخطل على هذه الصورة:
وما سبَّح الرهبانُ في كلِّ بيعة ... أبيل الأبيلين المسيح بن مريما
ومن الآداب الدينيّة "الصوم". والنصارى قد اشتهروا به. قال النمر بن تولب:
صدّت كما صدَّ عمَّا لا يحلُّ لهُ ... ساقي نصارى قُبيلَ الفصح صوّامُ
وقال أميّة بن أبي الصلت عن الأبرار في النعيم:
إذا بلغوا التي أجروا إليها ... تقبَّلهمْ وحللَ من يصومُ
1 / 80