مسیحیت و آداب آن در بین عرب‌های جاهلی

لویس شیخو d. 1346 AH
128

مسیحیت و آداب آن در بین عرب‌های جاهلی

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية

ژانرها

١ إن بين الأمثال العربية قسمًا كبيرًا ورد على صورة أفعل التفضيل ذكره الميداني في آخر كل باب من حروف المعجم، وهذه الأمثال مبنية على ما خصت به المواليد الطبيعية من الصفات اللازمة لها كنور الشمس وحلاوة العسل وشجاعة الأسد فهذه الأمثال التي نقلت عن العرب ليست خاصة بهم وقد سبقهم إلى استعمالها أصحاب الأسفار المنزلة في العهدين القديم والحديث سواء قيل أن العرب استعاروا من تلك الأسفار أو أنهم أوردوها بمجرد نظرهم إلى الطبيعة. فمنها أمثال مبينة على الطبيعة الجامدة كالفلك وظواهر الجو والمعادن نذكر هنا ما عثرنا عليه من ذلك، يقول العرب: أحسن من الشمس القمر (الميداني ١: ٢٠١) وأبهى من القمرين (م١: ١٠١) وأشهر من البدر (م١: ٣٤٣) واثقب من النجوم وأر فع من السماء (م١: ٢٧٨) وأبين من فلق الصبح (م١: ١٠٣) وأنور من وضح النهار (م١: ٢٦٢) فهذه الأمثال قد سبق إليها كلها الكتاب الكريم مثال ذلل قول سفر الحكمة (٧: ٢٩) عن الحكمة: "إنها أبهى من الشمس وأسمى من كل مركز للنجوم وإذا قيست بالنور تقدمت عليه" وكقول ابن سيراخ (١٧: ٣٠) "أي شيء اضوأ من الشمس" وكقول سفر الأناشيد (١٦: ٩): "من هذه المشرفة كالصبح الجميلة كالقمر المختارة كالشمس". ويقول الرب آكل من النار (م١: ٧٤) وقال أشعيا النبي قبلهم (٣٠: ٢٧): "هوذا اسم الرب يأتي من بعيد.. وشفتاه مملؤتان سخطًا ولسانه كنار آكلة" وضربوا المثل في سرعة البرق (م١: ٣١٥) وقال الرب قبلًا في الإنجيل عن سقوط إبليس من السماء (لوقا: ١٠: ١٨) "أني رأيت الشيطان ساقطًا من السماء كالبرق". ومن أمثالهم في الحسن: "أسن من الدمية" (م١: ٢٠٠) وكان داؤد قال في مزاميره (١٤٣: ١٢) "وأن بناتنا كأعمدة الزوايا مزينات كدمية هيكل". وقد ضربوا المثل بصلابة الصخر فقالوا: "أقصى من صخرة ومن حجر" (م١: ٦٢) وإيبس من صخر (م٢: ٣٢٢ وأرسب من حجارة (١:٢٧٨) ومثله في أشعيا (٥٠: ٧) عن ثبات المسيح بإزاء أعدائه: "السيد الرب ينصرني لذلك لم أخجل بل جعلت وجهي كالصوان" وقال: موسى في تثنية الاشتراع (٨: ١٣) لبني إسرائيل عن الرب: "أنه أخرج لك الماء من صخرة الصوان"، وقد أشار السيد المسيح إلى ثبات بيعته لما دعا رسولا بطرس الهامة بالصخرة وأكد له أنه "يبني بيعته على تلك الصخرة فا تقوى عليها أبواب الجحيم" (متى: ١٦: ١٨) ويشبهه مثل العرب في ثقل الرصاص فقالوا: أثقل من الرصاص (م١: ١٣٨) وأرس من الرصاص (م١: ٢٧٨) وقد شبه موسى قبلهم غرق المصريين في البحر بالرصاص (خروج ١٥: ٥و١٠): "غطتهم الحجارة فهبطوا في الأعماق كالحجارة.. وغرفوا كالرصاص في غمر المياه" وكذلك قولهم: "أيثقل من طود" (م١: ١٣٨) وقد شبه الملك داود في الزبور (١٢٤: ١) المتكلين على الرب "بجبل صهيون الغير المتزعزع الثابت إلى الأبد". ومما ضربوا فيه الأمثال من الجمادات مروق السهم ومضاء السيف وحدة الموس وعدل الميزان وسحابة الصيف وحلاوة العسل وشهوة الخمر وحقارة الأرض فقالوا: "أمرق من السهم" (م٢: ٢٣٣) وأمضى من السيف (م٢: ٢٣٦) وأحد من موسى (م١: ٢١٢) وأعدل من ميزان وأخلف من سحابة صيف وأحلى من العسل (م١: ٢٠١) واشتهى من الخمر (م١: ٣٤٢) وأحقر من التراب (م١: ٢٠٢) .

1 / 128