مددها، وصلتها بأياد جزيلة أعد منها ولا أعددها. فلا تحدث لي بعدها زيادة، وارفق بعبدك فقد ملك العجز قياده:
أنت الذي قلدتني نعمًا ... أوهت قوى شكري فقد ضعفا
لا تسدين إلي عارفة ... حتى أقوم بشكر ما سلفا
وماذا عسى مادحك أن يقول، يامن فتن بحسن مناقبه العقول؟ المتكلم يقصر عن وصفك باعه، والبليغ يعجز عن حصر فضلك يراعه. والعالم يغرق في بحرك، والناظم يلقط جواهر نثرك، على أن كلًا منهم لو استعار الدهر لسانًا، واتخذ الريح في نقل أخبارك ترجمانًا، أدركه الملال ولم يصل إلى غايتك، وأعياه الكلال دون الوقوف عند نهايتك. فالله يتولى من مكافأتك ما هو أبلغ من شكر الناس، ويمتع الأولياء ببقاء ذاتك التي جلت عن النعت والقياس.
الفصل السابع والعشرون: في الهناء
صحبني شخص من الكتاب، له رفيق يدعي معرفة الآداب. فجاءني يومًا من ديوان النظر قائلًا: كان رفيقي غائبًا ثم حضر، وقصدي إملاء شيء في هذا المعنى، ولست أعرف لروض الأدب سواك مزنًا. فقلت له: اكتب:
ورد البشير بما أقر العيون، وسكن هواجس الظنون، وشرح