وقد قال أيضا قبل ذلك مثل هذا القول مشركي العرب، حين صلى صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس وترك قبلة أبيه إبراهيم فأنزل الله سبحانه: ?قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم? [البقرة:142] .
ثم قال عز وجل:?وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه? [البقرة:143] يقول (الله سبحانه): ليتبين لك أهل اليقين والتسليم من أهل الشك والارتياب، وكذلك قال في موضع آخر:?فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما? [النساء:65] والتسليم لأمر الله وأمر رسوله، وترك الشك والارتياب، فهو صريح الإيمان، ألا تسمع إلى قول الله عز وجل: ?وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله? [البقرة:143] يعني بذلك تحويل القبلة، ثم قال تقدس [اسمه] مخبرا عن اليهود وغيرهم:?سيقول السفهاء من الناس ما [62ب-ب] ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها...?الآية [البقرة:142] يعني بالسفهاء: اليهود، ومن قال بقولهم. [3/1] وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما نسخت القبلة )، صعد المنبر فتلى على الناس هذه الآية إلى آخرها: ?قد نرى تقلب وجهك في السماء...? [البقرة:144] ثم نزل عن المنبر فصلى بهم الظهر إلى البيت العتيق، وكان أول صلاة [3ب-أ] صليت بعد النسخ إلى المسجد الحرام.
صفحه ۳۵