A Golden Advice to Islamic Groups
نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية
ویرایشگر
مشهور حسن سلمان
ناشر
دار الراية
سال انتشار
۱۴۱۰ ه.ق
محل انتشار
الرياض
رسولِهِ؛ واتّباعَ الحقِّ والقيامَ بالقسط، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما * فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا * وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً(١)، يقال: لوى يلوي لسانه: فيخبر بالكذب. والإِعراض: أنْ يكتم الحق؛ فإنَّ الساكت عن الحق شيطان أخرس.
ومن مال مع صاحبه - سواء كان الحق له أو عليه - فقد حكم بحكمٍ الجاهلية وخرج عن حكم الله ورسوله، والواجب على جميعهم أن يكونوا يداً واحدة مع المحقّ على المبطل، فيكون المعظّم عندهم مَنْ عظَّمه الله ورسوله، والمقدَّم عندهم مَنْ قدّمه الله ورسوله، والمحبوب عندهم من أحبه الله ورسوله، والمهان عندهم من أهانه الله ورسوله بحسب ما يرضي الله ورسوله لا بحسب الأهواء؛ فإنه مَنْ يُطِعِ الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه.
فهذا هو الأصل الذي عليهم اعتماده. وحينئذ فلا حاجة إلى تفرقهم وتشيعهم؛ فإن الله تعالى يقول: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء(٢). وقال تعالى: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات(٣) وإذا كان الرجل قد علّمه أستاذٌ عرف قدر إحسانه إليه وشكره.
ولا يشد وسطه لا لمعلِّمه ولا لغير معلّمه؛ فإن شدَّ الوسط(٤) لشخص
(١) سورة النساء: آية رقم (١٣٥).
(٢) سورة الأنعام: آية رقم (١٥٩).
(٣) سورة آل عمران: آية رقم (١٠٥).
(٤) فَصِّل تقيُّ الدين السبكي مساويء شدّ الوسط في ((فتاويه)): (٥٤٨/٢ - ٥٥١). =
47