وحزن ابن الديبع لمقتلهما حزنا شديدا ، ولا سيما أن من أمر بمطاردتهما وقتلهما هو الأمير الكردي الذي كان ظلوما غشوما سفاكا للدماء ، كرديا محبوبا من السلطان الغوري ، مكروها من أمراء الجراكسة الذين يعدونه دخيلا فيهم ، فأبعده السلطان الغوري بهذه الحملة عنهم حماية له منهم ، ورفعا لمنزلته إذا انتصر في حملته تلك.
وكذلك فإن الكردي لم يطلب المال من السلطان عامر للاستعانة به ضد الكفار ، وهو في طريقه إلى الحرب ، بل حين العودة منها ، وهذا ما عده عامر ابتزازا واستغلالا يأباه ، ولولا أن جنود عامر لم يألفوا البنادق النارية الحربية الجديدة لسحق حسين الكردي ومن معه في اليمن.
وقد روى ابن الديبع أخبار عامر وأخيه عبد الملك في كتابيه (بغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد) و (قرة العيون بأخبار اليمن الميمون)، وتأثر جدا لنهايتيهما ورثاهما بقوله :
أخلاي ، ضاع الدين من بعد عامر
وبعد أخيه أعدل الناس بالناس
ودخل الجراكسة صنعاء سنة (923 ه 1517 م) ففعلوا أفاعيل منكرة.
* ب
ولم يكن بنو طاهر وحدهم في اليمن ، فقد كان فيه عدة أمراء ، يحكم كل منهم جزءا منه صغيرا أو كبيرا.
وكان من الذين أدركه ابن الديبع منهم :
1 المتوكل على الله (... 879 ه) (... 1474 م):
وهو المطهر بن محمد بن سليمان يحيى بن حمزة ، أبو محمد ، الملقب بالمتوكل على الله ، من أئمة الزيدية باليمن ، دعا إلى نفسه سنة (840 ه)، وقاومه الناصر الزيدي أحمد بن محمد المطهر بن يحيى من أئمة الزيدية باليمن أيضا ، المتوفى عام 867 ه.
وما زالت صنعاء بينهما ، يملكها أحدهما وينتزعها منه الآخر إلى أن أسره الناصر
صفحه ۱۱