كما أسهم السلطان سليم في دعم خير الدين بربروس المجاهد في البحر في الدفاع عن الجزائر وإنقاذ مسلمي الأندلس ، فقد أمده بإرسال أربعة عشر سفينة محملة بالمقاتلين الأشداء والإمدادات ضد الإسبان خاصة ، وضد الفرنج عامة ، فهاجم الإسبان الذين كانوا قد بسطوا نفوذهم على الجزائر ، فما زال بهم حتى أخرجهم منها سنة (922 ه 1516 م)، وارتاع الإسبان لظهور هذه القوة الجديدة التي لم يحسبوا لها حسابها ، فأخذوا في الإعداد للرد عليها ، وقام الكاردينال (خميني أو خمينيس) بتجهيز حملة جديدة ضد الجزائر ضمت 35 سفينة تحمل ثمانية آلاف رجل أبحرت إلى الجزائر فاصطدمت في 30 أيلول سنة 1516 م 922 ه بالمقاومة المنظمة الضارية بقيادة بربروس ، وفشلت الحملة وخسر الإسبانيون نصف قوتهم ، وما زال بهم حتى حرر الجزائر منهم.
لقد عرف خير الدين أنه لا سبيل له لمقاومة الهجوم الصليبي الشامل إلا بدفاع إسلامي شامل ، وأنه لا بد للوصول إلى هذه الغاية من تحرير كل ما تبقى من المغرب العربي الإسلامي ، وانتزاعه من قبضة الإسبان.
وفي إحدى المعارك القاسية ضد الإسبان خسر خير الدين أخاه القائد (عروج) نصيره وساعده ، فكانت صدمة ، اضطرت معها شيوخ الجزائر وأصحاب الرأي فيها إلى الاتصال بالسلطان سليم ، وعرضهم عليه أن تكون دولتهم الفتية جزءا من الدولة العثمانية الإسلامية ، فوافق السلطان وعين خير الدين حاكما لها.
وأرسل السلطان سليم قوة لدعم الجزائر ضمت أربعة آلاف مجاهد مع كميات ضخمة من الإمدادات.
ونظم شارلكان حملة قوية ضمت قوات من كل أوربة ، سارت إلى الجزائر سنة (925 ه 1519 م)، فتصدى لها خير الدين ومن معه من أهل الجزائر والجنود العثمانيين ، ودمروا الأسطول الفرنجي كله في مياه الجزائر ، وغنم أبناء الجزائر ما حمله الصليبيون من مدافع وذخائر وإمدادات ، كما خسر الإسبان في البحر أربعة آلاف قتيل من المقاتلين ، وأسر المسلمون منهم ثلاثة آلاف مقاتل.
وهذا ما يفسر حقد كل الغربيين المر على العثمانيين وتشويههم سمعتهم ما وسعهم ذلك
صفحه ۱۷