بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم يا من أدرج ألطافه في أقضيته، وأظهر بتصاريف مقدراته باهر قدرته، ونصلي ونسلِّم على نبيك محمَّد وإخوانه وآل كل وصحبه وعترته، صلاةً وسلامًا دائمين بدوام التجليات الربانية على بيت الله وكعبته، وبعد:
[سبب تأليف الكتاب]:
فقد ظهر في صفحات عالم الشهادة ما جرى به القلم في عالم القضاء والقدر، وبرز ما أدهش الألباب وأذهل العقول والفكر، من المصيبة التي لم يصب العباد بعد مصيبتهم بموت المصطفى ﷺ بأعظم منها بلية، ولم ينقل نظيرها في الإِسلام أصلًا ولا صح مثلها في الجاهلية.
وذلك: سقوط الجانب الشامي الذي بناه الحَجَّاج من البيت الحرام، وجملة صالحة من سقف البيت من ذلك الجانب الشام (١). ومن الجانب الشرقي إلى حد عضادتي الباب (٢)، وسلخ الجانب الغربي لنحو النصف بلا ارتياب، وبعض الركن الباقي من الركنين المنهدم بعضها آيل إلى السقوط، من غير شبهةٍ ولا شكٍّ في تداعيه للهبوط، وكذا أسقف البيت الشريف نزلت بعض أخشابه، وكثير منها ذاب لغلبة أَرَضَةِ ترابه.
_________
(١) كذا الأصل من أجل السجع مع كلمة الحرام السابقة، والمقصود: الشامي.
(٢) عضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله. اهـ. "لسان العرب" (عضد).
1 / 35