لما قرأنا ما اقتطفنا منه السطور السابقة؛ أي السطور التي تضع تحت نظر الناس ما يجري في فلسطين، اتجهت أفكارنا إلى سوريا ولبنان، إلى صور وصيدا وبيروت وجبيل وبعلبك ودمشق، إلى أشهر مدن التاريخ وما أخذ منها من العاديات، وما يحتمل أن يوجد فيها الآن إذا نقب عنه على أسلوب علمي، ولكن أين يوضع؟
كتبت إلينا سيدة سورية من باريس في أوائل الصيف الماضي تقول:
سمعت اليوم عن الآثار التي وجدت في جبيل حديثا ونقلت إلى باريس، فاغرورقت عيناي بالدموع حالما رأيت أن آثار بلادنا وعنوان مجدها السابق لا تكاد تكشف فيها حتى تغرب عنها.
بعد هذه «الغمزات» اللطيفة يقول المقتطف: إن عنده وصفا مسهبا لمكان آثار لم تر العين مثلها في جمالها وكثرتها اهتدى إليه الأثري المشهور؛ المرحوم أدمون دوريغلو، ثم سده وتركه كما كان، وأنه يضن بنشر هذا الوصف لئلا تخرج هذه الآثار وتنقل إلى أوروبا، وأنه قد يسلم ولاة الأمر هذا الوصف المكتوب بخط أدمون دوريغلو إذا هو؛ أي ولاة الأمر، قاموا بشروط يقصد منها في الدرجة الأولى حفظ حق الوطنيين.
أما وقد أصبحت مسألة الآثار موضوع ريبة لمجلة رصينة محققة مثل المقتطف، أما وقد كثر الكلام حول مسألة الآثار؛ فلا بأس إذا تناولناها نحن النساء بدورنا وقلنا كلمتنا فيها، وغايتنا: (1)
رفع الستار عن أمور كثيرة مبهمة؛ لأن هذا الإبهام قد يجر إلى ريبة عامة غير محمودة. (2)
إفهام الشعب أولا: معنى الآثار وقيمتها المادية والمعنوية، والربح الذي تناله البلاد من وراء المتاحف، وثانيا: حمله على المطالبة بحقوقه في الإشراف على الحفريات بواسطة مندوبين يسميهم مجلس النواب. (3)
المطالبة بمتحف ينشأ في أقرب وقت وفي مدينة بيروت. (4)
الاحتجاج على تأخير إنشاء هذا المتحف، وعلى الأعذار التي ترمى إلينا، مثل: عدم وجود بناية، وعدم اهتمام الشعب بمسألة الآثار وما أشبه. (5)
الاحتجاج إلى المجلس على لفه هذه القضية يوم تصدى لها أحد النواب، وعدم تعيينه لجنة تبحث فيها كسائر الأمور التي طرحت ووكلت إلى لجان.
صفحه نامشخص